العالم الآخر

ظواهر لم يستطع العلم تفسيرها.. الوساطة الروحية

الوساطة الروحية فكرة غريبة انتشرت في العديد من الثقافات المختلفة الشرقية منها والغربية ؛ فما هي الوساطة الروحية؟ وما هي حقيقتها؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

البداية

منذ بداية وجود الإنسان على هذه الأرض وهو يعتقد اعتقاداً راسخاً إنه ليس بمفرده في هذا العالم، وأن هناك قوى تتحكم فيه، لكنه لم يُدرك ماهية هذه القوى فاضطر إلى اختراع كائنات روحية، بل وآلهة تُمثل كل ظاهرة من الظواهر التي لم يستطع تفسير أسبابها، حتى ظهرت الأديان وتناولت الكثير من قصص الجن والأرواح، وساد الاعتقاد منذ ذلك الحين أن هذه المخلوقات تحيا في عالم غير عالمنا، لكن هناك بعض البشر فقط مَن يستطيع أن يتواصل مع هذه العوالم وهذه الشخصيات، فظهرت فكرة الوساطة الروحية.

في العصور القديمة كانت فكرة الوساطة الروحية تقوم على أبسط الأشياء التي يستخدمها الوسيط الروحاني كقرع الطبول أو إصدار أصوات مخيفة أو غيرها من الأمور البدائية التي لم يستطع الناس تفسيرها في ذلك الوقت، ومع تطور الأمر في العصور المتقدمة أصبحت الوساطة الروحية مهنة تُدر الأموال الطائلة لصاحبها، لكن على الرغم من ذلك فإن العمل كوسيط روحاني يتطلب جهداً كبيراً في الحصول على معلومات مفصلة عن ضحيته المحتملة، وذلك حتى يستطيع أن يحبك قصته جيداً، ويقنع الضحية أنه بالفعل يتحدث مع أرواح الموتى، كما يستخدم الوسيط الروحاني الأدوات التكنولوجية الحديثة حتى يخرج المسلسل كأفضل ما يكون.

الأبعاد والنظرية النسبية

من المتعارف عليه علمياً أن الإنسان لا يُدرك إلا ما يكون له ثلاثة أبعاد وهي الطول والعرض والارتفاع حتى ظهر أينشتاين بنظريته النسبية التي غيرت كل المفاهيم المتعارف عليها وأدخلت فكرة الزمان والمكان كبعد رابع للإدراك، وقد أثبتت الدراسات أن الكون يحتوي على أبعاد عديدة وليست أربعة أبعاد فحسب، ومن هنا ظهرت الآراء الخاصة ببعض رجال الدين التي أقحمت الدين في العلم، وشرعت في تفسير وجود عوالم أخرى غير عالم البشر، هذه العوالم مثل عالم الجن والشياطين وعالم الملائكة وكذلك العالم التي تذهب إليه الأرواح بعد موت الجسد.

لكن بعيداً عن العلوم بشتى أنواعها فإننا في هذا المقال نناقش نوعاً مختلفاً من العلوم وهو علم النفس الموازي أو ما وراء علم النفس أو كما اصطلح عليه العلم باسم علم البارا سيكولوجي، وهذا العلم لمن لا يعرفه هو العلم الذي يبحث في الظواهر الخارقة التي لم يجد لها العلم التطبيقي تفسيراً حتى الآن، بل ويحسبها العلم التجريبي نوعاً من الخرافات ولا يُصدق بها على أية حال، وهذه الظواهر تتمثل في التخاطر عن بعد، وتحريك الأشياء عن طريق العقل، والجلاء البصري وغيرها من الأمور الخارقة للطبيعة وكل قوانين الفيزياء، وتدخل فكرة الوساطة الروحية ضمن اهتمامات هذا العلم، فما هي الوساطة الروحي

حقيقة الوساطة الروحية

الوساطة الروحية هي تلك الممارسات التي تقوم على التواصل مع عالم الجن والشياطين أو ذلك العالم الذي تعيش فيه أرواح الموتى، ويعتبر الوسيط الروحاني هو ذلك الشخص الذي يتمتع بقدرات خارقة تساعده على التواصل مع أرواح الموتى أو العالم الآخر.

ولم تتوقف ممارسات الوساطة الروحية على عالمنا العربي والإسلامي فحسب، بل تنتشر العديد من جلسات تحضير الأرواح حتى وقتنا الحالي في كثير من دول العالم، ويحدث فيها اجتماع بعض الأفراد المقربين من الشخص الميت، وعن طريق التخاطر يستطيع الوسيط الروحي أن يتصل بروح الميت ليتحدث معها كتابة أو رسما، كما يطلب منها الوسيط أن تُحرك بعض الأشياء الموضوعة في الغرفة، كي يتأكد الحاضرون من حقيقة وجود هذه الروح.

لم يتوقف عمل الوسيط الروحاني على جلسات تحضير أرواح الموتى فحسب، بل يمكنه قراءة الأفكار والتخاطر عن بعد، وكذلك تشخيص الأمراض وعلاجها، وتدخل كل هذه الأشياء ضمن علم الباراسيكولوجي أو ما وراء علم النفس، وعلى الرغم من أن المجتمع العلمي لم يجد تفسيراً لحدوث مثل هذه الظواهر سوى النصب والاحتيال، وقد وضع البارا سيكولوجي ضمن العلوم الزائفة.

وعلى الرغم من إنكار مجتمع العلم التجريبي الذي يقوم على الاثبات العلمي لهذه التجارب إلا أنها موجودة بالفعل، ومازالت تُمارس على نطاق واسع من قبل العديد من البشر على مستوى العالم.

اظهر المزيد

عمرو المصري

صحفي وباحث وكاتب محتوى.. مصري .. شارك في تحرير وإدارة العديد من المواقع المصرية والعربية من بينها بلاحدود والضحى والمنصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى