مساحة للاختلاف

الدكتورة فرخندة حسن تكتب: بناء الإنسان المصري … كيف؟

حدد السيد رئيس الجمهورية في خطابه الذي بدأ به ولايته الثانية أولوية القضايا الوطنية التي سوف يتم التصدي لها وفي تصوري أن أهم هذه القضايا هو »بناء الإنسان المصري» … فالإنسان إذا ما أحسن إعداده وتأهيله وتم غرس القيم ومبادئ الأخلاق في وجدانه يمكنه ليس فقط القيام بجهود تنمية وطنه بكفاءة بل يعمل علي إصلاح المجتمع والعودة به إلي أصالته المشهود لها فيصبح بذلك بناء الإنسان هو أهم مقومات التقدم والنمو والانطلاق.

نشعر جميعاً أن المجتمع أصابه بعض الخلل تجسد في انتشار بعض الممارسات والسلوكيات السلبية هي نتاج عدة أسباب منها فشل المؤسسات المسئولة عن بناء الإنسان والمعنية بتقويم وتهذيب سلوكياته والتي لا تقتصر علي مؤسسة بعينها. أولي هذه المؤسسات هي مؤسسة الأسرة التي هي بحسب الدستور وحدة بناء المجتمع فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع كله… والملاحظ أن دور الأسرة يحتاج إلي معالجة وتناول بعد أن فقدت إلي حد ما دورها التقليدي في التربية وهو ما تجسد في سلوكيات بعض أفراد الجيل الجديد… فللأب دور وللأم دور وللأطفال دور وعلي الجميع الالتزام كل بدوره حتي تستقيم الأسرة.

والمؤسسة الثانية هي المؤسسة التعليمية بكل مراحلها ولعل أهمها هي المراحل الأولي التي تحفر في الوجدان الأصالة والمثل والمبادئ القويمة، كان هناك كتب ومناهج للأخلاق والتربية مما يساعد علي الاستفادة واستخدام ما يحصله الطالب من علوم وآداب الاستخدام الأمثل في خدمة مجتمعه، هذا بالإضافة إلي مناهج التدبير المنزلي وتربية الطفل في مدارس الفتيات مما كان يؤهل الفتيات لحسن إدارة الأسرة علي أسس علمية قويمة. وتسعي الدولة جاهدة في الوقت الحالي لتطوير التعليم بعد أن وصل مستوي التعليم إلي مستوي جعل مصر بحسب المؤشرات الدولية في أواخر قائمة الدول العربية ولن أشير إلي ترتيبها المهين بين دول العالم… كان هناك مشروع قومي للتعليم في وقت مضي وكان مشروعاً طموحاً أثار الأمل والتفاؤل إلا أنه للأسف لم يكتمل وفشل فشلاً كان له أكبر الأثر علي جيل بأكلمه.

المؤسسة الثالثة هي مؤسسة الإعلام ولا يحتاج الأمر لتأكيد أهميتها البالغة… ولا يحتاج القارئ أن أشير إلي الضرر الذي يحدث نتيجة لما يتم تقديمه من خلال بعض البرامج الترفيهية، هذا بالإضافة إلي اختفاء البرامج الثقافية التي كان لها أثر إيجابي علي تكوين الفكر والمبادئ.

اظهر المزيد

د. فرخندة حسن

(1930 - 30 أكتوبر 2020) .. سياسية وأكاديمية مصرية، والأمين العام الأسبق للمجلس القومي للمرأة، حصلت على بكالوريوس علوم من جامعة القاهرة، قسم كيمياء جيولوجيا، عام 1952م، دبلوم علم النفس والتربية، 1953، ماجستير جيولوجيا من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، 1966م، دكتوراة في الجيولوجيا من جامعة بيتسبرغ بالولايات المتحدة، 1970م، حاصلة على وسام الفنون والعلوم من الدرجة الأولى، 1980م. عملت أستاذة الجيولوجيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. عضو بمجلس الشعب للفترة من 23 يونيو 1979م وحتى 20 مارس 1984م. عضو بمجلس الشورى للفترة من 1986 وحتى 1989م ورئيس اللجنة البرلمانية للتنمية البشرية. عضو بالمجلس البرلماني الأورومتوسطي. عضو بالشبكة البرلمانية للبنك الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى