مساحة للاختلاف

الدكتور وسيم السيسي يكتب: آجبتى  .. Agypty

مصر! هل كان اسمها كذلك منذ الأسرة الأولى ٥٦١٩ ق.م «مانيتون»؟! كان اسمها «تا» أى الأرض، «وى» أى المثنى، أى: «تا وى» أى: الأرضين «بعد توحيد الشمال والجنوب»، وكان من ألقاب الملك: «نب تاوى» أى «ملك الأرضين»، وكلمة نب معناها سيد القوم، ومنها جاءت نبى، أنبياء، نبوة… إلخ.

كان أيضًا اسم كيمت ومعناها السمراء نسبة إلى الطمى، أخذ اليونانيون هذه الكلمة وأطلقوها على علم الكيمياء لمهارة مصر فى علوم الكيمياء، خاصة الطب والتحنيط فكانت Chemistry، وكانت كلمات «ريميت إن كيمت» معناها شعب كيمت أى شعب مصر. كيمت تعبر عن جزء من مصر «الزراعى» أما ٩٠% من مساحة مصر فكان اسمها: دشرت أى الصحراء، ومنها أخذت الإنجليزية Desert أى صحراء، ودشرت معناها اللون الأحمر، لأن رمال مصر فى أجزاء منها حمراء. إذن مصر هى كيمت السمراء، دشرت الحمراء.

من أسماء مصر أيضًا «تامرى» ومعناها الأرض المحبوبة، ولكن هناك ترجمة أخرى، هى أنها أرض الفيضان أو الأراضى الغارقة، وحتى اليوم يقولون: «الدميرة وصلت». وواضح أن «تامرى» أصبحت «تاميرة»، داميرة، الدميرة «التصحيف فى اللغة». من أسماء مصر أيضًا «إدب وى» أى «الضفتان» نهر النيل. نحن نصف مصر اليوم بأم الدنيا، المحروسة، كذلك كان أجدادنا يصفونها: «إيرت رع» أى عين رع «الإله الظاهر فى قوته الكونية أى الشمس» أى عين الله، «أوجات» أى عين حورس أى المحروسة، أو «باقت» أى الزيتونة أى «الخضراء»، كما تقول العين عليها حارس «حورس».

يقول الدكتور عبدالحليم نور الدين إن كلمة مصر جاءت من مِچر Meger أى «الحدود أو الحصن»، وللأستاذ العقاد رأى أراه اجتهادًا فى التفسير، وهو أن مصر من «مِسرى» أحد شهور السنة القبطية وهو شهر الفيضان، أو من «ما» بمعنى موضع، «سى» بمعنى أبناء، «رع» أى الشمس، فتكون «ماسى رع» أو «ماسى را» أو «مصر» بمعنى موضع أبناء الشمس.

لقد وجدنا كلمة مصر فى رسائل تل العمارنة «الأسرة ١٨»، كما وجدناها على بوابة عشتار ومعناها البلد. جاء فى العهد القديم نوح وأولاده سام وحام ويافث، ومن حام جاء ابنه مصرايم، فسُمِّيَت مصر على اسمه، وأعتقد أن الابن سُمِّىَ على اسم مصرايم أى مثنى مصر لأن «إيم» فى العبرية هى للمثنى أو الجمع أو التعظيم فيقولون «ألوهيم» أى الله العظيم.

أخيرًا.. ما أصل كلمة Egypt؟ قال البعض إنها من «جب» أى أرض، بتاح «الخالق»، إذن «جب بتاح»، «جبتاه»، «جبت»، «إيجبت» أى أرض الإله الخالق بتاح والذى أصبح فتَّاح ونقول: «يا فتاح يا عليم»، ويقول «مانيتو» إن «جبتانا» هى أصل هذه الكلمة. هناك دراسة ألمانية جادة ترى أن كلمة Egypt جاءت من كلمة مصرية صميمة ألا وهى: «آجبتى» ومعناها أرض الفيضان، وهذه الكلمة جاءت فى الأوديسة لهوميروس، وتُنطق Agypty.

أخيرًا اسم أرض الكنانة، والكنانة هى وعاء للرمح والسهام، لمهارة مصر فى صناعة هذه الأدوات الحربية، جدير بالذكر أن عمرو بن وائلة قال: «سألوا الرسول (ص) عن أصله فقال: إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، ثم اصطفى من ولد إسماعيل كنانة، ثم اصطفى من كنانة بنى مناف، ثم اصطفى من بنى مناف قريشًا، ثم اصطفى من قريش بنى هاشم، ثم اصطفانى الله من بنى هاشم، فلم أزل خيارًا من خيار.

والجد الرابع للرسول، عليه الصلاة والسلام، قُصىّ من بنى كنانة «مصر»، وأسماء أولاده الأربعة مصرية: عبد مناف «منف – مصر»، عبد شمس «رع»، عبد عزة «إيزيس»، عبدالدار. عشت يا مصر يا أم الأنبياء.

اظهر المزيد

د. وسيم السيسي

أستاذ جراحات المسالك البولية، وباحث في تاريخ مصر القديمة. حاصل على (F.R.C.S) بإنجلترا وزميل كلية الجراحين الملكية بإنجلترا. حاصل على (F.A.C.S) بالولايات المتحدة الأمريكية وزميل كلية الجراحين الأمريكية. عضو في الجمعية الأمريكية لدراسات الظواهر الجوية (.A.P.R.O). له أبحاث عديدة في علم المسالك البولية. حاصل على براءة اختراع عن جهاز خاص بالمسالك. له عملية جراحية جديدة باسمه في جراحة البروستاتا المتضخمة. اختير في موسوعة "who is who" وذلك لإنجازاته العلمية والفكرية لوطنه مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى