أحوال مصراخترنا لكالأكاديميةرسائل خاصةملفات سريةنور ونار

ياسر حسني يكتب: 21 رئيسًا بدرجة «رجل غامض»

أولهم “محيي الدين”.. وأشهرهم “نصر وسليمان”.. وآخرهم “كامل”

ظل جهاز المخابرات العامة المصرية منذ إنشائه قبل 69 عاما بمثابة الصندوق الأسود بالنسبة للمصريين، لم يعرف أحد عنه شيئا، حتى رئيس الجهاز السابق نفسه لم يكن اسمه متداولًا في وسائل الاعلام أو حتى في اللقاءات الخاصة، مما دفع البعض لأن يطلق على من يتولى رئاسة الجهاز لقب “الرجل الغامض”

وكانوا بالفعل رجالا غامضين لم يظهروا في الأضواء إلا في حالات نادرة جدا، حتى أن بعضهم غير معروف اسمه للعامة او المتخصصين حتى يومنا هذا!

وظل الوضع على هذه السرية التامة حتى فترة تولي اللواء عمر سليمان، رئاسة الجهاز فبرز اسمه وصورته للأضواء فى خضم العمل السياسى، خاصة مع لقاءاته المتعددة مع الرئيس الاسبق حسني مبارك والذي كلفه بإدارة ملفات سياسية ودبلوماسية شديدة الخطورة والحساسية.

ومنذ تأسيس جهاز المخابرات العامة المصرية عام 1954 وحتى الآن، تولى قيادته 21 رئيسًا بدرجة “رجل غامض” بعضهم قد تتفاجأ بقراءة اسمه في السطور التالية لأول مرة في حياتك

ولكنهم جميعا سواء المشهورين منهم أو من لم ينالوا نصيبهم من الضوء، لطبيعة مهنتهم السرية والغامضة، حقق هذا الصرح الوطنى – في عهودهم – مهام جليلة لخدمة الأمن القومى للبلاد، وكشفوا العديد من المخططات التى تستهدف أمن الوطن فى مراحل دقيقة من تاريخ الدولة المصرية.

زكريا محيي الدين.. من هنا كانت البداية!

ولد زكريا عبد المجيد محيي الدين، في 7 مايو عام 1918 في كفر شكر في محافظة القليوبية بمصر.

تلقى تعليمه الأولي في أحد كتاتيب قريته، ثم انتقل بعدها لمدرسة العباسية الإبتدائية، ليكمل تعليمة الثانوية في مدرسة فؤاد الأول الثانوية.

التحق بالمدرسة الحربية في 6 أكتوبر عام 1936، ليتخرج منها برتبة ملازم ثاني في 6 فبراير 1938.

تم تعيينه في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية، ثم انتقل إلى منقباد في عام 1939 ليلتقي هناك بجمال عبد الناصر، ثم سافر إلى السودان في عام 1940 ليلتقي مرة أخرى بعبدالناصر و يتعرف بعبد الحكيم عامر.

تخرج محيي الدين من كلية أركان الحرب عام 1948، وسافر مباشرة إلى فلسطين، فأبلى بلاءً حسناً في المجدل وعراق وسويدان والفالوجا ودير سنيد وبيت جبريل، وقد تطوع أثناء حرب فلسطين ومعه صلاح سالم بتنفيذ مهمة الإتصال بالقوة المحاصرة في الفالوجا وتوصيل إمدادات الطعام والدواء لها. بعد انتهاء الحرب عاد للقاهرة ليعمل مدرساً في الكلية الحربية ومدرسة المشاة.

إنضم محيي الدين إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام الثورة بحوالي ثلاثة أشهر، وكان ضمن خلية جمال عبد الناصر.

شارك في وضع خطة التحرك للقوات وكان المسؤول على عملية تحرك الوحدات العسكرية وقاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية وذلك أثناء تواجد الملك فاروق الأول بالإسكندرية.

تولى محيي الدين منصب مدير المخابرات الحربية بين عامي 1952و 1953، ثم عين وزيراً للداخلية عام 1953.

أُسند إليه إنشاء جهاز المخابرات العامة المصرية، ضمن إدرات المخابرات الحربية التي كان مديرا لها، من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 1954.

عين بعد ذلك وزيراً لداخلية الوحدة مع سوريا 1958.

تم تعينه رئيس اللجنة العليا للسد العالي في 26 مارس 1960.

قام الرئيس عبد الناصر بتعيينه نائباً لرئيس الجمهورية للمؤسسات ووزيراً للداخلية للمرة الثانية عام 1961.

وفي عام 1965 صدر قراراً بتعينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية.

عندما تنحى عبد الناصر عن الحكم عقب هزيمة 1967 ليلة 9 يونيو أسند الحكم إلى زكريا محيي الدين، ولكن الجماهير خرجت في مظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر في الحكم. فقدم محيي الدين إستقالته، وأعلن إعتزاله الحياة السياسية عام 1968.

شهد زكريا محيي الدين، مؤتمر باندونج وجميع مؤتمرات القمة العربية والإفريقية ودول عدم الانحياز. ورأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في مؤتمر رؤساء الحكومات العربية في يناير ومايو 1965.

توفى زكريا محيى الدين عن عمر يناهز 94 عاماً فى يوم الثلاثاء الموافق 15 مايو 2012.

علي صبري.. «الغامض» لمدة عام!

علي صبري، أحد قيادات الصف الثاني في مجلس قيادة الثورة، وأحد مؤسسي المخابرات العامة المصرية – كان من بين الضباط العشرة الذين انتقاهم زكريا محيي الدين ضمن النواة الأولى للجهاز.

تولى منصب مدير المخابرات العامة من بعد رحيل “محيي الدين” في منتصف عام 1956 إلى 13 مايو 1957.

تولي رئاسة الوزراء عام 1964 فكان أول رئيس وزراء في تاريخ مصر يحقق بنجاح تنفيذ الخطة الخماسية الوحيدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

عين نائبا لرئيس الجمهورية ورئيسا للاتحاد الاشتراكي العربي من 1965 حتى 1967، وأصبح عضوا في اللجنة التنفيذية العليا، ومساعدا لرئيس الجمهورية لشؤون الدفاع الجوي، ومسئول الاتصال بين القوات المسلحة المصرية والقيادة السوفيتية في كل ما يخص التسليح والتدريب والخبراء، وعضو مجلس الدفاع الوطني الذي تشكل في نوفمبر 1970 ويتعلق دوره ما يختص بقضيتي الحرب والسلام

توفي علي صبري في 3 أغسطس عام 1991 عن عمر يناهز 71 عاما.

صلاح نصر.. المؤسس الثاني

صلاح الدين محمد نصر سيد أحمد النجومي، يعتبر أشهر رئيس للمخابرات العامة المصرية، والمؤسس الثاني للجهاز بعد زكريا محيي الدين، كما أن له دور بارز في رفع شأن المخابرات المصرية فقد تم في عهده العديد من العمليات الناجحة.

ولد صلاح نصر في 8 أكتوبر 1920 في قرية سنتماي، مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية وكان والده أول من حصل من قريتهم على تعليم عال، وكان صلاح أكبر أخوته لذا كان مميزا كابن بكر بالنسبة لأبيه وأمه.

تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة طنطا الابتدائية وتعليمه الثانوي في عدة مدارس نظرا لتنقل أبيه من بلدة لأخرى فقد درس في مدارس طنطا الثانوية، وقنا الثانوية، وبمبة قادن الثانوية بالقاهرة، ونشأ في طبقته الوسطى وأمضى طفولته وصباه في مدينة طنطا.

بين عامي 1935 و1936 كان صلاح نصر يدرس في محافظة قنا، وتعرف كثيرا على الصعيد وبهرته أسوان والأقصر ودندرة وأدفو وكوم أمبو، وبعد عام في قنا عاد مع والده إلى القاهرة لينهي دراسته الثانوية ويلتحق بالكلية الحربية في دفعة أكتوبر عام 1936 ولم يكن والده مرحبا بدخوله الكلية الحربية، إذ كانت أسرته تتمنى أن يكون طبيبًا.

ومرت في هذا الوقت أحداث عديدة عاصرها صلاح نصر وتأثر بها ومنها نشوب الحرب العالمية الثانية والوزارة الائتلافية ووزارة حسين سري وحادث 4 فبراير عام 1942والأحكام العرفية وانقسام الوفد وكتابة مكرم عبيد للكتاب الأسود ضد النحاس وإقالة وزارة النحاس واغتيال أحمد ماهر ثم قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين وحرب 1948 وعودة الوفد للحكم.

كانت الحياة السياسية في مصر مضطربة في ذلك الوقت، والشباب ثائر يبحث عن دور، وكان صلاح نصر صديقاً لعبد الحكيم عامر منذ عام 1938 أثناء دراستهما في الكلية الحربية، وفي أحد لقاءات عامر ونصر، فاتحه عامر بالانضمام إلى تنظيم الضباط الأحرار فتحمس صلاح نصر للفكرة وانضم إلى التنظيم، وكان جمال عبدالناصر يدرس لهم مادة الشؤون الإدارية في الكلية الحربية.

وليلة ثورة 23 يوليو عام 1952 قاد صلاح نصر الكتيبة 13 التي كان فيها أغلب الضباط الأحرار.

في 23 أكتوبر 1956 استدعاه جمال عبد الناصر وطلب منه أن يذهب إلى المخابرات العامة ليصبح نائباً للمدير. وكان المدير وقتها هو علي صبري. وبعد عدة شهور أصبح علي صبري وزير دولة. وتولى صلاح نصر رئاسة الجهاز في 13 مايو عام 1957.

كان بناء جهاز المخابرات المصرية يحتاج تكاليف باهظة من المال والخبرة والأخطر من ذلك هو توفير كفاءات بشرية مدربة تدريبا عاليا وكانت التدريبات هي أولى المشكلات التي واجهها الجهاز الوليد واستطاع صلاح نصر باتصالاته المباشرة مع رؤساء أجهزة المخابرات في بعض دول العالم أن يقدموا عونا كبيرا، تحفظ صلاح نصر الوحيد كان الخوف من إرسال البعثات إلى الخارج بإعداد ضخمة حتى لا تستطيع أي من أجهزة المخابرات في العالم اختراق الجهاز مع نشأته أو زرع بعض عملائها به. فاكتفى صلاح نصر بإرسال عناصر من كبار الشخصيات داخل الجهاز بإعداد قليلة لتلقى الخبرات والعودة لنقلها بدورهم إلى العاملين في الجهاز.

واستطاع الجهاز بمجهوده الخاص أن يبحث عن المعدات الفنية التي مكنته من تحقيق أهدافه وقام صلاح نصر بالتغلب على مشكلة التمويل حين قام بإنشاء شركة للنقل برأسمال 300 ألف جنيه مصري تحول أرباحها لجهاز المخابرات، وحين اخبر صلاح نصر جمال عبد الناصر بأمر هذه الشركة طلب منه زيادة رأسمالها واتفق معه على أن يدفع من حساب الرئاسة 100 ألف جنيه مساهمة في رأس المال على أن يدفع عبد الحكيم عامر مبلغا آخر من الجيش وتقسم أرباح الشركة على الجهات الثلاث.

اهتم صلاح نصر بعد ذلك بتحديد أنشطته ومهامه الرئيسية خاصة وأن المخابرات الحربية تتبع القائد الأعلى للقوات المسلحة والمباحث العامة لها دورها الآخر في الأمن الداخلي. إذن كانت مهمة المخابرات الوحيدة جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها لصانع القرار.

إسرائيل كانت هما شاغلا لهذا الجهاز منذ تأسيسه فصلاح نصر منذ اللحظة الأولى له في المخابرات جمع كل ماكتب عن إسرائيل والموساد وقرأته حيث قامت المخابرات في هذه الفترة بأهم عملياتها ضد إسرائيل تلك العمليات التي أصبحت فيما بعد تدرس في معهد المخابرات الدولية من أشهر تلك العمليات وأهمها عملية لوتز الذي قبض عليه عام 1965.

لم يكتف صلاح نصر بدوره العسكري والمخابراتي، بل كان له باع في مجال الكتابة، فصدرت له عدة مؤلفات من بينها (الحرب النفسية) في جزئين، و(تاريخ المخابرات) في جزئين، والحرب الشيوعية الثورية، وعملاء الخيانة وحديث الإفك، والحرب الاقتصادية في المجتمع الإنساني، وعبد الناصر وتجربة الوحدة، وثورة 23 يوليو بين المسير والمصير.

وفي صباح 13 يوليو عام 1967 كان صلاح نصر على موعد مع أزمة صحية مفاجئة، فقد سقط في مكتبه مصابا بجلطة دموية شديدة في الشريان التاجي، وهزته تلك الأزمة الصحية من الأعماق، وبقى في معاناته مع المرض إلى أن توفي عام 1982.

أمين هويدي.. المنقذ!

تولى أمين هويدي رئاسة المخابرات العامة المصرية في وقت عصيب بالنسبة للجهاز ولمصر كلها، فقد تقلد منصبه عقب نكسة 1967 وكانت مهمته هي إعادة ترتيب “البيت المخابراتي” من الداخل.

هويدي من مواليد قرية بجيرم مركز قويسنا محافظة المنوفية، في 22 سبتمبر 1921. وتخرج في الكلية الحربية وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار ليشارك في ثورة 23 يوليو 1952.

تولى رئاسة المخابرات العامة المصرية ووزارة الحربية أيضا في عهد جمال عبد الناصر. وهو الوحيد الذي جمع بين المنصبين.

حصل هويدي على العديد من المؤهلات العلمية، التي جعلته مفكرا من نوع خاص، خاصة وأنه جمع بين العلوم العسكرية والمدنية والإعلامية، ومن بين ما حققه من درجات علمية:

بكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية المصرية.

ماجستير العلوم العسكرية من كلية أركان الحرب المصرية.

ماجستير العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان الأمريكية وهي أرقى كلية قيادة يدخلها أجنبي من أبوين غير أمريكيين.

ماجستير في الصحافة والترجمة والنشر من جامعة القاهرة.

كما تقلد هويدي العديد من المناصب، خلال مسيرته الوطنية، من بينها: مدرس في الكلية العسكرية، وأستاذ في كلية الأركان، ورئيس قسم الخطط في العمليات العسكرية بقيادة القوات المسلحة، وقد وضح خطة الدفاع عن بور سعيد، وخطة الدفاع عن القاهرة في حرب 56.

قبل 67 كان نائبا لرئيس جهاز المخابرات العامة وبعد هزيمة 67 تولى رئاسة جهاز المخابرات.

كان مستشارا للرئيس عبد الناصر للشؤون السياسية، ثم سفيرا في المغرب وبغداد.

تولى منصب وزير الإرشاد القومي ثم وزيرا للدولة لشؤون مجلس الوزراء ثم وزيرا للحربية ورئيسا للمخابرات العامة في نفس الوقت وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ مصر الحديث، فلم يسبقه أحد للجمع بين المنصبين ولم يلحق به أحدًا كذلك.

له 25 مؤلفا باللغة العربية والإنجليزية وكتب مقالات وتحليلات سياسية وعسكرية في عدد من المطبوعات المصرية والعربية والعالمية.

ومن مؤلفاته: (كيف يفكر زعماء الصهيونية – الفرص الضائعة – 50 عاما من العواصف: ما رأيته قلته – حرب 1967: أسرار وخبايا).

توفي أمين هويدي في 31 أكتوبر 2009 في مستشفى وادي النيل بحدائق القبة، بعد تعرضه لأزمة صحية طارئة، وشيعت جنازته بعد صلاة الظهر في جنازة عسكرية من مسجد القوات المسلحة بامتداد رمسيس، وحضر الجنازة عدد من كبار قادة القوات المسلحة وكبار رجال الدولة وتلاميذه وأصدقائه وأسرته.

حافظ إسماعيل.. قائد الدبلوماسية العسكرية

الفريق محمد حافظ إسماعيل، الرئيس الخامس لجهاز المخابرات العامة، وقد تم تعيينه فى إبريل عام 1970، وتولى لمدة ستة أشهر فقط حيث ترك المنصب فى أكتوبر من العام نفسه.

ورغم قصر مدة بقائه بالجهاز إلا أنه وضع نواة لما يمكن أن نسميه “الدبلوماسية العسكرية”، حيث كان الرجل يجمع بين خبرات عسكرية كبيرة ومشرفة وكذلك كان له دورًا بارزا في ترتيب وتنظيم العمل بوزارة الخارجية المصرية، فضلا عن أنه كان بارعا في مجال المفاوضات والمباحثات.

تخرج إسماعيل فى الكلية الحربية عام 1937، ثم تخرج فى الأكاديمية البريطانية عام 1939، وبعدها تخرج فى كلية أركان الحرب عام 1948.

وصل إلى رتبة اللواء فى أواخر الثلاثينيات من عمره، وعمل مديرًا لمكتب المشير عبدالحكيم عامر، وكان مختصًا فقط بجوانب العمل العسكرى البحت من تدريب وتسليح وتنظيم وإدارة، وهو يعتبر الخبير الأول فى مفاوضات صفقة الأسلحة «التشيكية» فى منتصف الخمسينيات من القرن الماضى، والتى كانت بمثابة نقلة نوعية فى تسليح الجيش المصرى الحديث.

تم تعيينه وكيلا لوزارة الخارجية خلال الفترة من 1960 وحتى 1964، تولى خلالها تنظيم العمل بالخارجية المصرية وأعطى لها شخصيتها المطلوبة، فهو الذى قسمها إلى إدارات متخصصة ووضع قواعد محددة للتعيين والترقى والنقل إلى الخارج من حيث المناطق الجغرافية والمدد المرتبطة بكلٍ منها، كما كان رئيسا لجان الامتحان الشفهى للتعيين فى الخارجية.

عين بمنصب سفير مصر لدى بريطانيا (1964 – 1965) و لدى إيطاليا ومالطا (1967 – 1968) و لدى فرنسا وأيرلندا (1968 – 1970).

تولى رئاسة جهاز المخابرات العامة المصرية في إبريل 1970 قبل أن يرحل عنه أكتوبر 1970، ليتولى منصب وزير دولة للشئون الخارجية، ثم وزير دولة لشئون مجلس الوزراء نائب رئيس وزراء، ثم مستشار الرئيس لشئون الأمن القومى 1972 – 1973 (ليكون ضمن من شاركوا في وضع خطة الخداع الاستراتيجي وحرب أكتوبر)

وتولى بعد ذلك منصب سفير مصر لدى الاتحاد السوفيتى (1974 – 1976) في مهمة لاذابة الجليد بين القاهرة وموسكو بعدما توترت العلاقات بسبب طرد الخبراء السوفيت قبيل حرب اكتوبر.

وعقب انتهاء مهمته في موسكو، تولى منصب سفير مصر لدى فرنسا (1977 – 1979)، وهناك كشف عن موهبة جديدة، وهي قدرته على تعلم اللغات بسرعة وإجادة تامة، فعندما ذهب إلى باريس سفيرًا فى المرة الأولى كان لا يتحدث الفرنسية ولكن لم تمض إلا شهور قليلة وكان «محمد حافظ إسماعيل» يدخل فى حوارٍ بالفرنسية مع الرئيس «شارل ديجول»!

ولقد أبلى اسماعيل دائمًا بلاءً حسنًا فى المفاوضات والمباحثات والمنظمات لأنه كان صاحب عقلية مرتبة للغاية وشخصية جادة فى كل الظروف، كما تتلمذ على يديه العديد من الشخصيات العسكرية والدبلوماسية البارزة، من بينها د. أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك، ود.على السمان، والسفيران الشقيقان علي وأحمد ماهر (الأخير تولى منصب وزير الخارجية) والدكتور عصمت عبد المجيد، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، وكان مديراً لمكتب «حافظ إسماعيل».

وفي 1 يناير 1997 وافته المنية، ليرحل صاحب السجل المشرف والمهام الوطنية العديدة في القطاعات العسكرية والأمنية والسياسية والدبلوماسية، ورغم هذه المهام الجليلة يحدث للأسف خلط بينه وبين المشير أحمد إسماعيل والذي تولى هو الآخر رئاسة المخابرات العامة في وقت لاحق له!

أحمد كامل.. سر الرقم 6!

ما بين الرقم 6 وأحمد كامل، سرًا غريبا وعلاقة خاصة لا يعرف أحد تفسيرها، فهو الرئيس السادس لجهاز المخابرات العامة، ويعد من أقصر رؤساء الجهاز بقاء في قيادته، فلم يستمر في عمله سوى 6 أشهر فقط!!

تولى “كامل” أمر الجهاز خلال الفترة من نوفمبر 1970، إلى مايو 1971!!

كان “كامل” قبل توليه منصب مدير المخابرات، محافظا للاسكندرية بعدما استعان به الرئيس عبد الناصر، في نوفمبر 1968 ليعيد الهدوء للشارع السكندري بعد أحداث الطلاب فى هندسة الأسكندرية، ضمن حركات ومظاهرات الطلبة التي اجتاحت البلاد عقب نكسة 67.

ونجح بالفعل “كامل” في مهمته السياسية، فكان محافظا نشط سياسياً واجتماعياً واستطاع استقطاب الشباب الثائر لينضم إلى القالب السياسى الجديد “التنظيم الطليعى”.

وكان نجاحه في مهمته أحد الاسباب التي أدت لتقلده منصب رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بين 17 نوفمبر 1970 حتى 13مايو 1971 قبل خروجه من الجهاز على خلفية “أحداث 15 مايو”.

أحمد إسماعيل.. أسطورة الجبهات والتكتيكات

المشير أحمد إسماعيل على، الرئيس السابع لجهاز المخابرات العامة ووزير الحربية خلال نصر أكتوبر 1973، وقد تم تصنيفه كأحد أهم 50 شخصية عسكرية على مستوى العالم.

ولد أحمد إسماعيل في شهر أكتوبر عام 1917 بالمنزل رقم 8 بشارع الكحالة بشبرا بمحافظة القاهرة وكانت والدته قد أنجبت عدداً من البنات، ولما حملت فيه فكرت في إجهاض نفسها خشية أن يكون المولود الجديد بنتاً ولكنها تراجعت عن ذلك، ولم تكن الأم تدرك ما سيكون عليه مستقبل ابنها.. والخدمات الجليلة التي سيقدمها لوطنه.

كان والده ضابط شرطة وصل إلى درجة مأمور ضواحي القاهرة، ورغم ارتباطه بوالده وتأثره به، إلا أنه كان يردد منذ الطفولة: “نفسى أبقى ضابط بالجيش المصرى”!

عقب حصوله على الثانوية العامة من مدرسة شبرا الثانوية حاول الإلتحاق بالكلية الحربية لكنه فشل فالتحق بكلية التجارة وبعد مرور عام على وجوده في كلية التجارة حاول الإلتحاق بالكلية الحربية مرة ثانية لكنه فشل مرة أخرى.

وفي عام 1934 وكان وقتها في السنة الثانية قدم أوراقه مع الرئيس الراحل أنور السادات إلى الكلية الحربية للمرة الثالثة لكن الكلية رفضت طلبهما معا لأنهما من “عامة الشعب” إلا أنه لم ييأس وقدم أوراقه بعد أن أتم عامه الثالث بكلية التجارة ليتم قبوله أخيرا بعد أن سمحت الكلية لأبناء الفقراء بالالتحاق بها.

فى عام 1938 تخرج فى الكلية الحربية برتبة ملازم ثان فى دفعة مزدوجة (37-38) وهي الدفعة التي تم تسميتها بعد ذلك بـ “دفعة الضباط الأحرار”، حيث تخرج فيها عدد كبير منهم، فكان من زملائه : جمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات، وعبد المنعم رياض، ويوسف السباعى، وأحمد مظهر.

وبعد تخرجه التحق بسلاح المشاة وتم إرساله إلى منقباد ومنها إلى السودان، ثم سافر في بعثة تدريبية مع بعض الضباط المصريين والإنجليز إلى ديرسفير بفلسطين عام 1945 وكان ترتيبه الأول.

اشترك في الحرب العالمية الثانية – التى دخلتها مصر رغما عنها بسبب وقوعها تحت الاحتلال البريطاني – كضابط مخابرات في احدى عمليات الاستطلاع بالصحراء الغربية (ملحق بالمخابرات البريطانية الوليدة في ذلك الوقت) حيث ظهرت مواهبه في هذا المضمار.

وفي حرب فلسطين (1948) أصبح قائداً لسرية مشاة في رفح وغزة، وتلك الخبرة أهلته ليكون أول من قام بإنشاء نواة قوات الصاعقة، أثناء العدوان الثلاثى الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في خريف عام 1956 كان برتبة (عقيد) وقاد اللواء الثالث مشاه في رفح ثم القنطرة شرق، وكان أول من تسلم بورسعيد بعد العدوان، كما شارك في إنشاء القوات الجوية.

وفي عام 1950 حصل على الماجستير في العلوم العسكرية وكان ترتيبه الأول، وعين مدرسا لمادة التكتيك بالكلية لمدة 3 سنوات.

في عام 1957 التحق بكلية مزونزا العسكرية بالاتحاد السوفيتى، وفي نفس العام عمل كبيراً للمعلمين في الكلية الحربية، وبعد ذلك تركها وتولى قيادة الفرقة الثانية مشاة التي أعاد تشكيلها لتكون أول تشكيل مقاتل في القوات المسلحة المصرية.

تولى قيادة قوات سيناء خلال الفترة من عام 1961 حتى عام 1965، وعند إنشاء قيادة القوات البرية عين رئيسا لأركان هذه القيادة وحتى حرب 1967.

بعد أيام من النكسة أصدر جمال عبد الناصر قرارا بإقالة عدد من الضباط وكبار القادة وكان من بينهم أحمد إسماعيل، وبعد أقل من 24 ساعة أمر عبد الناصر بإعادته للخدمة وتعيينه رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة، وقيادة القوات شرق قناة السويس، وبعد ثلاثة شهور فقط من معارك 1967 أقام أول خط دفاعى كما قام بإعادة تنظيم هذه القوات وتدريبها وتسليحها، وبعد فترة وجيزة تمكنت هذه القوات من خوض معركة رأس العش، ومعركة الجزيرة الخضراء، وإغراق المدمرة الإسرائيلية (إيلات).

وبعد استشهاد الفريق (عبد المنعم رياض) رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الجبهة في التاسع من شهر مارس عام 1969 تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة، وفي الثاني عشر من شهر سبتمبر عام 1969 تم إعفائه من منصبه وترك الحياة العسكرية.

عكف بعد إعفائه من مناصبه على كتابة خطة حربية مثالية لاستعادة سيناء وأنهى هذه الخطة بالفعل معتمدا على خبرته وما يملكه من قراءات موسوعية في التاريخ العسكري، وقرر إرسال الخطة للرئيس عبد الناصر لكنه أحجم عن ذلك في اللحظة الأخيرة.

بعد وفاة الرئيس عبد الناصر عام 1970 وتولى الرئيس أنور السادات تم تعيين أحمد إسماعيل في 15 مايو 1971 رئيسا للمخابرات العامة وبقى في هذا المنصب قرابة العام ونصف العام حتى 26 أكتوبر 1972 عندما أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيينه وزيراً للحربية وقائداً عاما للقوات المسلحة خلفاً للفريق أول محمد صادق ليقود إسماعيل الجيش المصري في مرحلة من أدق المراحل لخوض ملحمة التحرير.

وفي 28 يناير 1973 عينته هيئة مجلس الدفاع العربي قائداً عاماً للجبهات الثلاث المصرية والسورية والأردنية.

تميز البطل (أحمد إسماعيل على) بدماثة الخلق، والبساطة، والشجاعة، والتفانى فى العمل، والتمسك بالتقاليد والقيم العسكرية، وتميزت عسكريته بالانضباط الشديد، وكان يسخر كل إمكاناته لخدمة وراحة ضباطه وجنوده لأنه كان مؤمناً بأن الجندى المقاتل هو أثمن سلاح فى المعركة.

عرف عنه إنه “رجل المهام الصعبة” ويصفه البعض بأنه “أسطورة التكتيكات والاستراتيجيات” حيث شارك في وضع العديد من الخطط المهمة أعظمها بكل تأكيد خطة حرب أكتوبر المجيدة.

فى 19 فبراير عام 1974 أصدر الرئيس السادات قراراً بترقية الفريق أول أحمد إسماعيل، إلى رتبة (المشير)، اعتبارا من 6 أكتوبر 1973 وهي أرفع رتبة عسكرية مصرية، وهو أول ضابط مصري على الإطلاق يصل لهذه الرتبة.

تم تعيينه في 26 أبريل 1974 نائبا لرئيس الوزراء، وفى الثانى من شهر ديسمبر عام 1974م وقبل وفاته بأيام نشرت مجلة (الجيش) الأمريكية صورة البطل المشير (أحمد إسماعيل على) ضمن 50 شخصية عسكرية معاصرة أضافت للحرب تكتيكاً جديداً وقالت عنه: ” القائد المصرى الذى يتمتع بقدرة هائلة على الصبر وتحمل المفاجآت ولديه ابتسامة عريضة لا تمكن الصحفيين من التقاط أى معلومة لا يريد أن ينطق بها”.

حصل المشير ( أحمد إسماعيل على ) على العديد من الأوسمة والنياشين والميداليات تقديراً لكفاءته العسكرية .

سقط المشير أحمد إسماعيل بعد كل هذه الأعباء التى تحملها في حياته فريسة لسرطان الرئة، وفارق الحياة يوم الأربعاء ثاني أيام عيد الأضحى الموافق 25 ديسمبر 1974 عن 57 عاما في أحد مستشفيات لندن.

عبد السلام توفيق.. أحد أعمدة نصر أكتوبر

رغم أنه كان أحد الأعمدة الرئيسية في خطة الخداع الاستراتيجي ومعركة أكتوبر المجيدة، إلا أنه لم ينل حظه من الشهرة والكثير من الأجيال الحديثة لا تعرف حتى اسمه، أو الدور الذي قام به

ولد اللواء أحمد عبد السلام محمد توفيق، في 23 مارس 1920 تخرج في الكلية الحربية سنة 1939، وتدرج في المناصب بالجيش المصري حيث تولى قيادة الجيش الثاني الميداني، وقيادة المنطقة المركزية العسكرية.

ثم ترك الخدمة العسكرية ليتولى أولى مناصبه المدنية، فتم تعيينه محافظ لقنا في 19 يونيو 1971.

وفي مارس 1973 وبعدما قرر الرئيس السادات خوض معركة النصر وتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، قرر تكليف “عبد السلام توفيق” برئاسة جهاز المخابرات العامة خلفا للواء أحمد إسماعيل علي، وذلك في مارس 1973 إلي أن سلم القيادة للواء كمال حسن علي في نوفمبر 1975.

عين بعد ذلك سفيرا لمصر بجمهورية الصين الشعبية إلي أن أحيل للتقاعد في مارس 1980.

كمال حسن علي.. المفاوض الذي لا يشق له غبار!

الفريق كمال حسن على، الرئيس التاسع لجهاز المخابرات العامة، عمل وزيرا للحربية والقائد العام للقوات المسلحة (1978 ـ 14 مايو 1980) رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية (1975 ـ 1978) رئيس مجلس الوزراء (5 يونيو 1984 ـ 4 سبتمير 1985).

ولد فى حى عابدين، وكان أبوه من عائلة عريقة فى أسيوط، كان قائد عمليات القوات المسلحة المصرية فى حرب اليمن.

تولى منصب مدير سلاح المدرعات ثم قائدا عاما للقوات المسلحة عام 1973م وكان قائدا للفرقة 21 العسكرية المسئولة عن إمداد الجيش المصرى بالدبابات خلال حرب 1973 فرئيسا لجهاز المخابرات العامة المصرية عام 1975م فوزيرا للدفاع عام 1978م، وتولى رئاسة مجلس الوزراء كما تولى منصب وزير الخارجية، وأثناء عمله الأخير تولى مسؤولية المفاوضات العسكرية مع إسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفيد وأكمل جانبها السياسي.

وصفه الاسرائيليون بأنه “مفاوض لا يشق له غبار”، يعرف كيف يصل إلى مبتغاه بهدوء وحكمة وحنكة، حتى أنه أرهق موشي ديان خلال المفاوضات المباشرة بينهما برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.

قام الفريق كمال حسن على، بتدوين مذكراته في كتاب باسم “مشاوير العمر” وركز فيه على حرب 1948، ثم مشواره في الخارجية ومشوار المخابرات ومشوار رئاسة الوزراء.

وانتهت مشاوير عمر الفريق كمال حسن علي، في 25 مارس 1993 حيث وافته المنية، ليختتم مشوارًا طويلًا من الكفاح والنضال والوطنية.

سعيد الماحي.. “رجل رهيب كمدفعيته”!

قائد عسكرى متميز من أبطال سلاح المدفعية المصرى وقائد له خلال حرب أكتوبر المجيدة، وصفه الرئيس السادات في مذكراته بأنه “رجل رهيب كمدفعيته”، حيث أنه كان يتميز بالهدوء والدقة الشديدة في اقتناص أهدافه وهزيمة أعداء الوطن.

الفريق محمد سعيد الماحي، من مواليد دمياط في 1 فبراير 1922، وتخرج في الكلية الحربية سنة 1942، ثم في كلية أركان حرب سنة 1951.

شارك في حرب ‏1967 وشغل منصب قائد سلاح المدفعية في حرب أكتوبر، ورقي إلى رتبة الفريق سنة 1974.

قام “الماحي” بوضع خطة أكبر تمهيد نيرانى في تاريخ الحروب على مستوى العالم عاونة فيها العميد منير شاش والعميد محمد أبو غزالة قائدى المدفعية في الجيشين الثالث والثانى.

في تمام الثانية وخمس دقائق ظهر يوم السادس من أكتوبر 1973، يعطي اللواء محمد سعيد الماحي مدير المدفعية الأمر لتشكيلات المدفعية قائلا: “مدافع النيل.. اضرب”.. وعلي مدي 53 دقيقة يهدر أكثر من 4 آلاف مدفع علي امتداد الجبهة لقصف خط بارليف..

كان معدل القصف 10 آلاف و500 دانة مدفع في الدقيقة الواحدة أي 175 دانة في الثانية الواحدة (إجمالى 556500 قذيفة مدفعية أى أكثر من نصف مليون قذيفة)، كان هذا التمهيد النيراني لعبور قوات المشاة هو الأكبر من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية.

تولي رئاسة المخابرات العامة في الفترة بين عامي 1978 و1981 حتى أواخر عهد الرئيس محمد أنور السادات.

تولي منصب محافظ الإسكندرية في الفترة من 24 أغسطس 1981 ـ 17 مايو 1982

توفي الفريق محمد سعيد الماحي، كبير الياوران الأسبق، عن عمر يناهز‏85‏ عاما،‏ في 20 يونيو 2007.‏

فؤاد نصار.. صائد الجواسيس!

لم يكن تولي اللواء فؤاد نصار، رئاسة المخابرات العامة، هو بداية عهده بقيادة أحد الأجهزة السيادية والمعلوماتية، بل كانت تجربته الثانية

أما الأولى فكانت توليه منصب مدير المخابرات الحربية خلال حرب أكتوبر، وتحديدا فى الفترة من 1972، إلى عام 1975، ليشارك في رسم ملامح واحدة من أكبر الخطط العسكرية والسياسية والمخابراتية التي شهدها العالم في العصر الحديث وهي حرب أكتوبر وخطة الخداع الاستراتيجي.

 ثم تولى بعدها أمر جهاز المخابرات العامة من عام 1981 إلى عام 1983.

ولد اللواء إبراهيم فؤاد محمد نصار، في 8 أكتوبر 1923 بمحافظة المنوفية، ولكنه حصل على الابتدائية في مركز بني مزار سنة 1934، لظروف عمل والده وانتقال أسرته لمحافظة المنيا، ثم عاد إلى شبين الكوم مسقط رأسه ليحصل منها على الثانوية العامة من القسم العام سنة 1939 ثم شهادة القسم الخاص أو البكالوريا سنة 1940. التحق بكلية الطب لسنة واحدة ثم انتقل للالتحاق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1944 وكان من الخمسة الأوائل. ثم التحق بسلاح الإشارة وبعدها عمل مدرساً بمدرسة الإشارة، وحصل على ما يزيد على 20 نيشانا.

لم يكن “نصار” ضمن تنظيم الضباط الأحرار، ولكن شارك في الثورة بتوجيه من جمال سالم، الذي التقاه في القاهرة وحكي له عن تنظيم الضباط الأحرار، ليلة 22 يوليو.. وأخبره أنه يريد منه خدمة لثقته في وطنيته وحبه للبلاد، وهي أن يشكل مجموعة وغداً عندما تقوم الثورة، تذهب للاستيلاء علي مصلحة التليفونات في شارع رمسيس وتسيطر عليها وحدث ذلك فعلياً.

رجع “نصار” إلي سلاح الإشارة وأحضر مجموعة من الزملاء والجنود.. ومع قيام الثورة.. استولت المجموعة علي مصلحة التليفونات، واقامت إقامة كاملة فيها.

واستطاع اللواء نصار، إسقاط الجواسيس أثناء حرب أكتوبر واكتشاف خطابات مكتوبة بالحبر السري يتم إرسالها خارج مصر تتضمن خطط وتحركات القوات المسلحة التي ستقوم بتنفيذها في المستقبل من خلال مراقبة الشبكة وإخطارالقيادة العامة وإلقاء القبض عليهم.

كما كان المسئول عن عملية الجاسوسة “هبة سليم” وخطيبها “فاروق” والتي تحولت بفضل عبقرية “نصار” إلى جزء من خطة الخداع الاستراتيجي وتحولا معه إلى جاسوسين مزدوجين!

وخلال توليه رئاسة المخابرات الحربية والتنسيق لعمل الضباط والفدائيين خلف خطوط العدو، قام بالتنسيق مع  فتاة مصرية تطوعت للعمل من غزة، كانت قد ذهبت للعمل كممرضة في القطاع، وجاءت للمخابرات الحربية وقالت: “أريد أن أساعدكم”.

وبالفعل حصلت على دورة تدريبية على أعمال الاتصال اللاسلكي والمخابرات والاستطلاع، بشكل مكثف لمدة ٣ شهور، وحصلت علي جهاز لاسلكي، وبعد عودتها إلي غزة كانت لديها مهمة وحيدة وهي: استقبال الفدائيين والعاملين خلف الخطوط بمعلوماتهم.. وهي ترسلها إلى المخابرات الحربية، وكأنها محطة إرسال مصرية.. واستمر عملها حتي نهاية الحرب، وبقيت في أحد مستشفيات غزة فترة طويلة ما بعد الحرب.

كان على اتصال مباشر بمشايخ وعواقل سيناء وكذلك بالفدائيين من أبناء سيناء، قبل وخلال حرب أكتوبر، فكانوا مصدر المعلومات الرئيسي عن الجسر الجوي الأمريكي لإسرائيل خلال الحرب.

بعد بلوغه سن التقاعد، وخروجه من الخدمة العسكرية، تقلّد “نصار” عدد من الوظائف المدنية، حيث تولى منصب محافظ البحر الأحمر من 1975 حتى 1976، ثم تولى منصب محافظ جنوب سيناء من 1976 حتى 1978، ثم تولى منصب محافظ مطروح من 1978 حتى 1981، وفى الفترة من 1981 إلى 1983 تولى رئاسة المخابرات العامة.

رفعت جبريل.. الثعلب

من جيل المؤسسين للمخابرات العامة، حيث كان ضمن الضباط العشرة الذين اختارهم زكريا محيي الدين لمشاركته مهمة التأسيس في عام 1954.

ولد الفريق محمد رفعت عثمان جبريل فى 15 مارس عام 1928، بقرية شبرا أوسيم مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة.

 وقد بدأ حياته العملية ضابطا فى الجيش المصرى بسلاح المدفعية، وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار قبيل ثورة يوليو، ومن ثم انضم إلى المخابرات العامة المصرية بعد إنشائها.

بدأ فى المخابرات فى مقاومة الجاسوسية ثم تخصص فى النشاط الإسرائيلى ثم تدرج فى الترقى إلى أن تولى منصب مدير مقاومة الجاسوسية ثم رئيسًا لهيئة الأمن القومى وهذا من أرفع المناصب بالجهاز، وأدار المخابرات العامة بصفته “وكيلًا أولًا للمخابرات وقائم بأعمال رئيس الجهاز (1983 – 1986).

عرف فى أوساط المخابرات العامة المصرية بلقب الثعلب، لذكائه وحنكته، وقام بالعديد من العمليات الناجحة، لعل أشهرها القبض على ضابط الموساد الشهير باروخ مزراحى.

كان له دور بارز في زرع رأفت الهجان في قلب إسرائيل، كما أنه البطل الحقيقي لعملية القبض العميلة الاسرائيلية المصرية الأصل “هبة سليم”، واستدراجها إلى مطار ليبي ومن ثم ترحيلها إلى القاهرة لتحاكم ويتم إعدامها بعد أن اعترفت وأدينت بالتجسس لصالح إسرائيل (وهو الدور الذي أداه النجم محمود ياسين في فيلم الصعود إلى الهاوية”.

كما أنه البطل الحقيقي لعملية زرع أجهزة تنصت في مكتب تابع للموساد الأسرائيلي في العملية الشهيرة “صقر سامع” والتي تم تحويلها لمسلسل باسم “الثعلب”، وقام نور الشريف بأداء دوره.

أمين نمر.. الرئيس الثالث عشر

اللواء أمين محمود نمر، أو “نمرو” كما كان يلقبه زملائه، هو الرئيس الثالث عشر لجهاز المخابرات العامة المصرية، وهو عسكرى وسياسى مصرى شغل رئاسة الجهاز خلال الفترة من 1986، إلى عام 1989..

من مواليد عزبة نمر مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، شغل منصب قائد اللواء 10 مشاة ميكانيكي من الفرقة 3 مشاة ميكانيكية خلال حرب أكتوبر.

تولى منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ثم رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية (1986 – 1989). ثم أصبح سفيرا لمصر في الكويت بعد حرب الخليج مباشرة.

عمر نجم.. الرئيس المجهول!

ربما يكون اللواء عمر نجم الرئيس الرابع عشر لجهاز المخابرات العامة، هو أقل رؤساء الجهاز شهرة، بل إن المعلومات المتاحة عنه شحيحة جدا رغم أنه تولى منصبه لمدة عامين تقريبا (من 1989 إلى 1991).

ولا تتوافر معلومات عنه سوى أنه كان ضابطًا بالجيش المصري، وشارك في جميع حروب مصر 1948 1956 و1967 و1973 ولم يرتبط اسمه بأية مناصب مدنية أو سياسية أو مراكز قيادية قبل أو بعد توليه رئاسة المخابرات، على الرغم من أنه وصل إلى رتبة اللواء بالقوات المسلحة!

نور الدين عفيفي.. أحد رجال مايو 71!

اللواء أركان حرب محمد نور الدين عفيفى، الرئيس الخامس عشر لجهاز المخابرات العامة، وهو ضابط بالجيش المصرى، تولى عدة مناصب، منها محافظ جنوب سيناء ومحافظ البحيرة، ورئاسة المخابرات العامة فى الفترة من 1991 إلى 1993.

ولد “نور الدين” عام 1926، وتخرج من الكلية الحربية في منتصف الأربعينات، وشهد حروب مصر من 1948 وحتى 1973 وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة اللواء.

كان “نور الدين” يشغل منصب مدير إدارة الشرطة العسكرية، خلال أحداث مايو 1971، مما جعله ضمن أحداث ساخنة وملتهبة شهدته البلاد فيما عرف بثورة التصحيح في عهد الرئيس أنور السادات، ونجح في حفظ الأمن بالبلاد ومساندة الأجهزة المخابراتية والحرس الجمهوري في إعادة الاستقرار بالبلاد.

ومن بين المناصب التي تولاها “نور الدين” مدير إدارة شؤون ضباط القوات المسلحة، ومديرا مركز تدريب المدرعات، زميل أكاديمية ناصر العسكرية 1974، زميل كلية الدفاع الوطنى فى الهند 1986.

عقب خروجه للمعاش تولى “نور الدين” عدد من المناصب المدنية، فاختاره الرئيس مبارك، محافظا لجنوب سيناء (13 يوليو 1986 – 19 أغسطس 1991)، ثم محافظ البحيرة (20 أغسطس 1991 – 6 مايو 1992).

وبعد ذلك تم اختياره رئيسا للمخابرات العامة، (1992 – 1993) وبعد تقاعده اعتزل العمل العام والسياسي لأسباب صحية، حتى توفي سنة 1996.

عمر سليمان.. المثير للجدل حيًا وميتًا!

من أكثر رؤساء المخابرات العامة شهرة وإثارة للجدل، سواء حيًا أو ميتًا، ولا ينافسه في شهرته سوى الرئيس الثالث للجهاز والمؤسس الثاني له (صلاح نصر)، وكذلك فهو أطول رؤساء المخابرات بقاء في منصبه.

ولد اللواء عمر محمود سليمان، في مركز قفط بمحافظة قنا في 2 يوليو 1936، وتلقى تعليمه فى الكلية الحربية وتخرج منها فى عام 1954، وتلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي.

في ثمانينات القرن العشرين التحق بجامعة عين شمس وحصل على شهادة البكالوريوس بالعلوم السياسية. وحصل على الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة، كما حصل على الماجستير بالعلوم العسكرية، وزمالة كلية الحرب العليا.

ترقى بالوظائف الرئيسية بالقوات المسلحة حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم تولى إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع (يوليو 1989 – 4 مارس 1991).

ثم رئيسا لجهاز المخابرات العامة من 22 يناير 1993 حتى 29 يناير 2011، كأطول فترة يقضيها رئيس جهاز فى هذا المنصب، التى امتدت لنحو 18 عاما، ليتم اختياره عقب أحداث يناير 2011 نائبا للرئيس الأسبق حسني مبارك (29 يناير 2011 – 11 فبراير 2011).

نال خلال فترة عمله العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات، منها (وسام الجمهورية، من الطبقة الثانية – نَوْط الواجب، من الطبقة الثانية – ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة – نوط الواجب، من الطبقة الأولى – نوط الخدمة الممتازة).

كان أول رئيسا للمخابرات العامة يكسر تيمة “الرجل الغامض” ويتم الكشف عن شخصيته وتتناقل وسائل الإعلام لقاءاته برئيس الجمهورية وعدد من المسئولين العرب والأجانب، وسبق اسمه لقب “الوزير” للكشف عن حقيقة قانونية وسياسية وهي أن مدير المخابرات العامة بدرجة وزير وأنه منصب مدني وليس عسكري كما كان البعض يتخيل.

منذ توليه رئاسة المخابرات العامة تولى أيضًا ملف القضية الفلسطينية وذلك بتكليف من الرئيس مبارك، ومنها توليه مهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط والهدنة بين الحركة وإسرائيل والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما كان له دور رئيسي وفعال في تهدئة الأجواء بين الفصائل الفلسطينية وعقد مصالحة بين حركتي فتح وحماس، فضلا عن قيامه بمهام دبلوماسية في عدد من الدول منها عدد من المهمات في السودان.

كان “الجنرال الأسمر أو فهد المخابرات” كما لقبه البعض، مثيرا للجدل منذ توليه منصبه رئيسا للمخابرات العامة، فالعلنية التي اتبعها في عمله الدبلوماسي ودمجه بين منصبي رئيس المخابرات والمبعوث الخاص أثارت حيرة الجميع حول ما يخطط له الرئيس مبارك حياله، حتى أنه كانت تظهر بين فترة وأخرى معلومات صحافية تدور حول نية الرئيس تعيينه نائبًا له!

كما قامت احدى الصحف الاسرائيلية الكبرى بنشر ملف خاص على صفحتين عن “عمر سليمان” وصفتها فيه بأنه “مهندس المصالحات الفلسطينية والرجل الذي رأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية والمحرض الاول لها ضد إسرائيل”.

 وفي سبتمبر 2010 ظهرت ملصقات في عدد من شوارع القاهرة والمحافظات تطالبه بالترشح لرئاسة الجمهورية مما دفع جهاز المخابرات العامة لاصدار بيان يؤكد فيه أن “جهاز أمني وطني ولا يحق لرجاله ممارسة العمل السياسي طوال فترة عملهم بالجهاز وفقا للقانون”!

وفي 6 أبريل 2012 أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة وذلك قبل يومين من غلق باب الترشيح، مما أصاب جماعة الاخوان الارهابية بالجنون، فحاولت اقصائه بقانون “عزل سياسي” تم تفصيله خصيصا من أجل التخلص منه ولكن صدر حكم الدستورية العليا بعدم دستوريته، إلا أن “سليمان” تم استبعاده من السباق الرئاسي بقرار من اللجنة العليا للانتخابات.

توفي الصندوق الاسود “اللواء عمر سليمان” يوم 19 يوليو 2012 في الولايات المتحدة وتحديدا في «مستشفى كليفلاند» أثناء خضوعه لعملية جراحية بالقلب، ومع مفاجأة موته انتشرت العديد من الشائعات بعضها يؤكد أنه ما زال على قيد الحياة وسيعود يوما للظهور!.

مراد موافي.. رئيس في أحلك الأوقات

تولى مهمته رئيسا للمخابرات العامة المصرية في فترة من أحلك الأوقات وأصعبها التي مر بها الوطن، إذ جاء لمنصبه خلال أحداث يناير 2011 وظل على رأس الجهاز خلال العام المشئوم الذي تولى فيه الاخوان حكم مصر.

ولد اللواء أركان حرب مراد محمد أحمد موافى، في 23 فبراير 1950، وتخرج فى الكلية الحربية المصرية عام 1970 (الدفعة 57)، ثم حصل على فرقة معلمي الصاعقة ومتسلقي الجبال مع الجيش الفرنسي، وحصل على دورة أركان الحرب فى 1986، ثم زمالة كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية العليا.

شارك في حرب الاستنزاف، ثم في حرب أكتوبر 1973 كملازم أول في سلاح قوات الصاعقة، وعمل كمعلم في مدرسة الصاعقة عام 1987، وبعدها التحق بسلاح المشاة كقائد كتيبة من 1987 حتى 1989

تمت إعارته لاحدى الدول العربية في إطار تبادل الخبرات في حرب الخليج الثانية من 1989 حتى 1993

عمل قائدا لفرقة مشاة بالجيش الثانى الميدانى من 1998 إلى 2000، ورئيس فرع التخطيط الإستراتيجى فى هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم رئيسا لأركان الجيش الثانى الميدانى، ثم كقائد المنطقة الغربية العسكرية من 2000 إلى 2003، ثم مديرا للمخابرات الحربية والاستطلاع من 2004 إلى 2010، ومحافظا لشمال سيناء من 2010 ، حتى 2011

رشحه اللواء عمر سليمان للرئيس مبارك ليكون مديرا لجهاز المخابرات العامة، خلفا له خاصة في 2011، وبدأ اولى مهامه بمحاولة وقف الحرب الشيطانية من قبل الاخوان وأعوانهم من الطابور الخامس ضد جهاز المخابرات العامة بشكل خاص والمؤسسات السيادية بشكل عام، فقام بتقريب وجهات النظر بين شباب الثورة والدولة للم الشمل.

وفي عهده اعتذرت إسرائيل لمصر لأول مرة في التاريخ عن قتل 6 جنود مصريين أثناء تأدية واجبهم، حين كانت القوات الإسرائلية تطارد ارهابيين على الحدود المصرية الإسرائلية مما أدى إلى توتر قوي في العلاقات بين البلدين.

أصدر أوامره بإخراج فيلم “كلمة وطن” وهو فيلم تسجيلي لشرح انجازات جهاز المخابرات في الفترة ما بعد الثورة.

القبض على ايلان جارايل، الجاسوس الإسرائيلي، الذي كان على علاقة وثيقة بعدد من التيارات السياسية والشبابية في ميدان التحرير.

بذل جهودا كبيرة وقام بزيارات مكوكية لتقريب وجهتى النظر بين فتح وحماس، وتمكن في النهاية من إنهاء الانقسام ونجح خلال أقل من 80 يوما تلت ثورة 25 يناير في لم الشمل الفلسطينى ودفع الفرقاء بشكل نهائى إلي توقيع اتفاق المصالحة.

كما قام بزيارة إلى سوريا يلتقي خلالها المسؤولين السوريين بغرض إعادة العلاقة بين الطرفين وتوطيدها بين البلدين الشقيقتين.

لعب دوراً رئيسياً في صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل التي تضمنت الأفراج عن 1027 أسيرا وأسيرة فلسطينية مقابل الإفراج عن الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط.

بعد اغتيال 16 مجندا مصريا في شهر رمضان ساعة الإفطار، اتهم مرسي وجماعة الاخوان، المخابرات العامة بالتقصير وعدم تحرك الأجهزة المعنية لمنع الواقعة قبل حدوثها، فصرح اللواء موافي بأن جهاز المخابرات قام بتقديم المعلومات للأجهزة المعنية وأن جهاز المخابرات جهاز جمع معلومات وليس جهازا تنفيذيا، فسبب ذلك حرجا لـ “الجماعة وممثلها في قصر الرئاسة” مما أدى إلى إقالته.

حصل “موافي” على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات، منها: (وسام الجمهورية من الطبقة الثانية – نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية – ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة – نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى – نوط الخدمة الممتازة).

رأفت شحاتة.. حائط الصد ضد “أخونة الجهاز”

أحد الكوادر المهمة داخل المخابرات العامة، قضى سنوات طويلة من عمره في الجهاز، وتدرج في المناصب الادارية بداخله.

كان اللواء محمد رأفت عبد الواحد شحاتة، وكيلا لجهاز المخابرات العامة، والذراع اليمنى للواء مراد موافي رئيس الجهاز، وشارك معه في إدارة ملفات مهمة جدا خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حيث كان له اتصالات مباشرة مع كافة الفصائل الفلسطينية.

كلفه الرئيس المعزول محمد مرسى بمنصب قائم بأعمال رئيس المخابرات العامة المصرية، خلفاً للواء مراد موافى، وظل في منصبه “حائط صد منيع” ضد محاولات “أخونة جهاز المخابرات العامة المصرية”، بل ومارس عمله بكل وطنية وإخلاص وقدم للسلطات القضائية ملفات تحريات كشفت حقيقة الدور المشبوه للجماعة الارهابية خلال حكمها للبلاد.

عقب ثورة يونيو 2013 وتقديرا للدور الوطني الذي قام به ولخبراته الأمنية والمخابراتية اختاره الرئيس المؤقت عدلي منصور، في 5 يوليو، ليتولى مسئولية مستشار الرئيس للشئون الأمنية.

سبق أن تولى “شحاتة” الأمانة العامة لجهاز المخابرات، وهو شخصية معروفة جداً لدى الفلسطينيين والإسرائيليين، وكان له دور بارز في إتمام صفقة مبادلة الأسرى الفلسطينيين بالجندى الإسرائيلي جلعاد شاليط، وشارك في استلام شاليط على الحدود المصرية مع قطاع غزة، قبل تسليمه للسلطات الإسرائيلية بعد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

وسبق أن ترأس شحاتة الوفد المصري الأمنى في قطاع غزة عامى 2005، و2006، مع اللواء محمد إبراهيم، وسبق أن منحهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وسام نوط القدس تقديراً لجهودهما في خدمة الشعب الفلسطيني.

فريد التهامي.. مكافح الإرهاب والفساد

محارب شرس ضد الفساد، كشف العديد من الفاسدين خلال ترأسه للرقابة الادارية، وعندما تولى رئاسة المخابرات العامة انتقل لحرب من نوع آخر، ضد الارهاب.

ولد اللواء محمد أحمد فريد التهامي، عام 1947، وتخرج في الكلية الحربية في ديسمبر 1967، وتولي جميع الوظائف القيادية بالقوات المسلحة المصرية في سلاح المشاة، منها قائد فرقة مشاة ميكانيكي وقائد للتشكيل التعبوي.

عين مديرا للمخابرات الحربية والاستطلاع، خلفا للواء مراد موافي، وظل في منصبه حتى أصدر الرئيس مبارك قراراً جمهورياً بتعيينه رئيسا لهيئة الرقابة الإدارية في 21 مارس 2004.

وظل في منصبه محاربا للفساد حتى اصطدم بجماعة الاخوان الارهابية ومحاولة قادتها “أخونة الدولة”، فأقاله الرئيس المعزول محمد مرسي من منصبه في 2 سبتمبر 2012.

كلفه الرئيس عدلي منصور برئاسة المخابرات العامة المصرية، خلفاً للواء محمد رأفت شحاتة في 5 يوليو 2013، إلا أن ظروفه الصحية أجبرته على طلب التقاعد وتم تلبية رغبته في 21 ديسمبر 2014.

خالد فوزي.. مهندس “رأب الصدع”

رغم أن تولي جهاز المخابرات العامة ملف المصالحة الفلسطينية في عهد اللواء عمر سليمان، وقام كل رؤساء الجهاز بدورهم فيه، إلا أن اللواء خالد فوزي يعد هو مهندس “رأب الصدع” بين اكبر فصيلين فلسطينيين “فتح وحماس” وفي ظل قيادته للجهاز تم الوصول لملامح الاتفاق النهائي بين الفصيلين والذي انتهى مؤخرا بالاعلان عن قرب اجراء الانتخابات الفلسطينية البرلمانية والرئاسية بعد سنوات من التجمد.

واللواء خالد محمود فوزى، من مواليد الإسكندرية عام 1957، وحاصل على بكالوريوس العلوم العسكرية بالكلية الحربية، مشاة، عام 1978، وحصل على نوط الخدمة الطويلة، ومعروف عنه أيضا كفاءته وقدراته على الإدارة.

التحق “فوزى” بجهاز المخابرات العامة برتبة نقيب عام 1982، وتدرج فى جميع الوظائف بهيئة الأمن القومى، حتى وصل إلى رتبة اللواء، ثم تم الدفع به إلى منصب رئاسة الأمن القومى عام 2013، ثم مساعدا لرئيس المخابرات العامة لشئون الأمن القومى.

ظل “فوزى” فى منصبه كمساعد لرئيس المخابرات العامة لشئون الأمن القومى، حتى أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً جمهورياً بتكليفه بالقيام بأعمال رئيس المخابرات العامة اعتباراً من 21 ديسمبر 2014، حتى 18 يناير 2018 .

عباس كامل.. قائد عملية “يوم الحساب”

لن ينسى المصريون أبدا ذلك المشهد الذي تناقلته شاشات القنوات الفضائية، لطائرة تهبط في مطار القاهرة، ويخرج منها الارهابي “هشام العشماوي”، أحد أخطر العناصر الارهابية، والذ خطط للعديد من العمليات الارهابية داخل مصر استهدفت رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل، بينها عملية “كمين البرث”.

نزل عشماوي من الطائرة وفيه عينيه نظرة انكسار وانهيار ويحيط به رجال مدججين بالسلاح ويخفون وجوههم ويرتدون ملابس خاصة عليها حروف (GIS).

كان هؤلاء الرجال هم الذراع الأمنية للمخابرات العامة المصرية، ويكشفون عن مهمة جديدة أضيفت لمهامهم التي لا تعد ولا تحصى في خدمة الوطن والدفاع عن أرضه.. هي عملية “يوم الحساب” – إن جاز لنا أن نطلق عليها ذلك – والتي تم وسيتم خلالها اصطياد كل من اساء لمصر ووشعبها وأمنها ليتتم محاكمتهم ومحاسبتهم عما اقترفوه في حق الوطن.

عملية القبض على الارهابي الخائن “هشام عشماوي” تمت بعد أقل من عام على تولي اللواء عباس كامل مهام منصبه رئيسا للمخابرات العامة المصرية.

تخرج “كامل” في الكلية الحربية عام 1978 ضابطاً بسلاح المدرعات، وحصل على دورة المدرعات المتقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على التأهيل العلمي اللازم من دورات وفرق حتمية ودورات كبار القادة بالقوات المسلحة، كما حصل على دورة استراتيجية عمل الملحقين العسكريين من معهد جنيف للسياسات الأمنية.

عُين مساعداً لملحق الدفاع المصري بجمهورية التشيك، وتدرج في المناصب بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع بفرع الملحقين الحربيين، حتى تولى رئاسة الفرع.

شغل منصب مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي عام 2012، ثم مدير مكتب رئيس الجمهورية في عام 2014.

عين قائماً بأعمال رئيس جهاز المخابرات العامة بجانب عمله في يناير 2018، قبل أن يتم تكليفه رئاسة الجهاز في يونيو 2018.

نال “كامل” العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات، على ما حققه في سبيل الوطن خلال المناصب التي تولاها، منها:  (ميدالية الخدمة الطويلة –  وسام الجمهورية من الطبقة الثانية – وسام قائد من دولة البرازيل).

ازدادت مهام جهاز المخابرات في عهد “عباس كامل” نتيجة الظروف العاتية التي تواجه الدولة والمجتمع المصرى، منها دور أكبر في ملف العلاقات المصرية الخارجية والتى يتولى الجهاز جزءاً منها، والتى تشهد حالة من التباين، وسط قطيعة مع تركيا بعد هجوم أردوغان على ثورة 30 يونيو عقب سقوط جماعة الإخوان الإرهابية واحتضانه لقادتها الهاربين وإقامته برلماناً موازياً لهم.

ويظل الوضع الفلسطينى أهم الملفات الناجحة للمخابرات العامة المصرية، والتى ساهم فيها الجهاز برأب الصدع بين حركتى فتح وحماس من جهة وتهدئة الأوضاع مع الجانب الإسرائيلى من جهة أخرى.

كما زادت أعباء الجهاز في ظل ما تشهده دولتا ليبيا وسوريا، من وضع مأساوي أودى بحياة الآلاف من المدنيين، وتحاول الدولة المصرية وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة تهدئة الأوضاع ووضع حلول سياسية لما يحدث فى البلدين.

بالإضافة إلى محاولات تنظيم الاخوان الارهابي زعزعة الاستقرار وشن حرب شائعات واعلام عبر السوشيال ميديا ضد الدولة المصرية مما زاد من العبء الملقى على عاتق الجهاز خاصة مع العمليات الإرهابية، التى يتزعمها أنصار بيت المقدس وهى الجماعة التى تدين بالولاء لحكم الإخوان الإرهابى، وتلعب المخابرات العامة والعسكرية دوراً هاماً فى القضاء على خطر تلك التنظيمات المسلحة فى شبه جزيرة سيناء.

ولم يعد الجهاز مكتفيا فقط بحماية البلاد من خطر الارهاب، بل تبنى سياسة “الحساب” ومطاردة العناصر المتطرفة والارهابية داخل وخارج البلاد، ونجح بالفعل في استلام عدد منهم، وما زال يطارد الآخرين.

اظهر المزيد

ياسر حسني

كاتب وباحث وصحفي مصري.. شارك في إنشاء وإدارة العديد من المواقع والصحف والمجلات في مصر والدول العربية.. ترقي في المناصب الصحفية حتى وصل إلى رئيس تحرير العديد من الإصدارات من بينها منصة بلاحدود وبوابة الضحى وشبكة المنصة .. فضلًا عن أنه تولى إدارة عدد من دور النشر المصرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى