اخترنا لكشارع الثقافةكتب خانة

المشهد الأول .. الفصل الثالث .. مسرحية قبائل كاكاهونا للمبدع حسن خلف حسين

الفصل الثالث

المشهد (1)

     نفس المكان أعلي الجبل الذي التقى فيه شاوا (الرب المزيف) مع زعيم زعماء القبائل (موكا)، خلف ساتر الصخور شاوا بجواره زوما.

     (الزعيم كوكا يلهث مستندا عَلِي الزعيم طوكا عقب وصولهما أمام مخبأ الرب)

الزعيم طوكا: (ساخرا) مالك يا كوكا شكلك ضايع وقاطع النفس يعني طلعت زعيم تقعد في عشة عظمتك تاكل لغاية لما تموت وحواليك حريمك بيدعكوا في قفاك المربرب أوه أوه أووه.

الزعيم كوكا: (غاضبًا) بلاش تريقه يا طوكا ماتفرحش أوي بشبابك وما تنساش إني قد ابوك اللي عظمتك قلبته وقعدت مكانه

طوكا: يا ساتر عَلِي الحقد الأسود، وبلاش نفتح أوراق الشجر لبعض وخلينا ننبسط مع الرب اللذيذ اللي جايين نقابله شكله هيطلع رب مسخرة أوه أوه أوووووه.

شاوا: (بعدما يلقي بحجر من الداخل بعنف ناحية طوكا يصيبه) بتقول رب مسخرة يا متخلف يا سافل يا تربية الخرتيت؟! (صوت أعلى) يا عيل تافه دماغ تور على جسم غزال مخطط

زوما: (تصحح) حمار مش غزال، (صيغة أمر) تعال قدام شويه ناحيتي يا فالح.

     (يتقدم طوكا في رعب ليتلقي حجر في وجهه فيصرخ ألمًا).

شاوا: (بصوت عالي) تعال انت كمان يا جناب الفيل قدامي.

كوكا: (في تذلل) أنا مش قادر امشي عظمة الرب القادر أناشد رحمتك.

شاوا: (في هدوء) طول عمرك رمادي ماشي بين القبايل تراضيهم عشان تعيش وعامل حبيب الكل يا كوكا.

كوكا     : (يتلعثم) شوف عظمة عظمتك أنا ما اسمحش لك تقول كده على جناب الزعيم كوكا.

شاوا    : (صرخة) قلت إيه إيه؟ جناب مين يا ذنفل؟ تقول ده جنب جنب حريمك هناك، إنت هنا في حضرة الرب الفظيع.

(صرخة ثم إلقاء حجر ناحية كوكا، ارتعدت فرائصه)

الزعيم طوكا : (منفعلًا) هو احنا جايين هنا تشتمنا وترجمنا بالحجارة؟ احنا زعماء قبايل محترمين وعظمتك ممكن تشتمنا بس وبعدين الزعيم موكا قال لنا إنك طيب وحنين ودمك خفيف وابن نكتة، أوم تطلع شرس بالشكل ده؟

شاوا      : (مقاطعًا) ومقالش عليَّا كمان إني بـ العب بعد الضهر شقلبظات مع القرود؟

الزعيم طوكا : (في لؤم) متهيألي كان هيقول إنما ماكانش فيه وقت أو ممكن يكون اتكسف و….

زوما:  (تضع يدها على فمها تكتم ضحكاتها وتشد رداء شاوا).

شاوا       : (صرخة مدوية بعد الرجم) تأدب في حضرة الرب يا حلوف وإلا سخطتك كلب من غير ديل.

طوكا       : (في خوف) ممكن جنابك تقول لنا عايز مننا إيه؟

شاوا       : الرب محدش يسأله هو اللي يسأل؟ قولي يا طوكا حكاية الفتحة اللي عايز تعملها توصل بينك وبين القبايل اللي ورا الجبل عشان تنظموا العيشة مع بعض وتخربوا كل القبايل اللي حواليكم وتاخذوا خيرها؟

طوكا      : الكلام ده معرفش حاجة عنه (تلعثم) كلام غريب جدًا جناب حضرة حضرتك.

شاوا      : عايزك تفهم إن أنا الرب وليا مساعدين في كل حته، بيسمعوا وينقلوا له كل همس ولمس بيحصل تحت على الأرض وفي الغابة وعشش القبايل وحتى جوه الجبل، المساعدين دول بمختلف الأشكال عَلِي شكل حارس مثلًا أو فرخة يعني

أو ورقة شجرة دبلانة أو واحدة جميلة زي القمر أو ….

زوما (تضربه بقوة بكلتا يديها)

شاوا     : (يتألم) استراحة للعلاج أقصد للأكل اللذيذ عشان شايف كوكا ماسك بطنه من الجوع لفوا ضهوركم وغمضواعينيكم والأكل هتلاقوه بعد شوية قدامكم، مش عايز ولا حركه.

     (زوما تقوم بالمهمة وتعود مسرعة مع إظلام منطقة الزعيمين وتسليط الإضاءة عَلِي منطقة شاوا وزوما).

زوما     : (محاولة كتم الضحك) طوكا طلع فظيع وداخل معاك تحدي ومش خايف إنك الرب وكمان قالك ونافخ صدره (تقلده) إحنا جايين عشان نتشتم وننضرب ياريت تشتمنا كوخخخخخخ)

شاوا     : هاقول تاني بلاش ضحكة المعيز دي يا زوما، وقعدتي تشدي ملابسي كانت كلها هتنزل و…

زوما    : (في خجل) إتلم يا شاوا حبيبي أحسن لك.

شاوا      : بس عارفة المعلومات اللي أخدتيها من الحارس أفادتني جدًا وانا باتكلم مع الزعيمين حَسُّوا إن أنا فعلًا عندي مساعدين حواليهم بيراقبوا كل تصرفاتهم.

زوما     : (في غيظ وغيرة) وحتي ورق الشجر أو واحدة جميلة زي القمر، مين الجميلة دي اللي بتتكلم عنها يا شاوا؟ قول ومش هازعل، هي واحدة عرفتها لما كنت بتتعلم ورا الجبل؟

شاوا     : (مع نظرة حب سابحة في جمالها) أووووخخخخخخ.

زوما    : (بعصبية) محبش الضحكه دي قولتلك بلاش سخافة.

شاوا     : (بنعومة) إنتي الروح وروحي واحدة ولولاكي أكون بلا روح يا نبضي الفائر كل ليلة من ليالي عشق الحرائر يا كل جوارحي و..

         (أقبل عليها يريد تقبيلها تدفعه بيديها)

زوما     :(في تحدي) إنت عايزني أرميك من فوق الجبل. أنا وعدت بوووي إن ضفايري ما تتفك إلا بعد رضاه.

      (تهرول زوما نحو منزل الجبل تردد الرب شاوا مجنون، عقب نزولها مباشرة ينادي شاوا على الزعيمين)

شاوا     : انت يا زعيم انت وهو كفاية أكل ولا عايزين تقضوا يومكم تاكلوا وتسيبوا الرب وحده.

كوكا     : أكل عظمتك لذيذ، ياريت جنابك تِدِّينا منه واحنا ماشيين ما أجمل عطايا الرب الكريم.

شاوا     : عندي من الخيرات كتير أوي، (ساخرًا) واللا عندك أكتر يا زعيم طوكا؟ ياللي اتفقت مع قبايل اللي ورا الجبل تفتحوا فيه فتحة بينكم تروحوا وتيجوا لبعض ومفيش حد شايفكم وكمان تعملوا اللي انتو عايزينه في القبايل إللي حواليكم وتعمل عبيط انت وهما.

  طوكا  :(مضطربًا) أنا ماباعملش حاجة غلط جنابك أنا أساعد كل المحتاجين وباعمل حاجات حلوة في قبيلتي.

شاوا    : (ساخرًا) بيعجبني فيك إنك كذاب مفضوح واثق من نفسه مع إني لسه مفهِّمك إن عندي مساعدين في كل حتة حتى ورا الجبل نشاطهم أكتر من اللي قدام الجبل.

طوكا   : (بِتَحدِّي) أنا قلت اللي عندي عظمتك معنديش غيره.

شاوا    : طب تاخد وقت تاني تفكر فيه؟ وبعدين نتقابل يمكن يكون عقلك اللي ضايع منك رجع بالسلامة من ورا الجبل وفكرت بيه يا طوكا، عمومًا خد الأكيل اللي جنبك وانصرفوا قبل ما اعمل حاجة اندم عليها.

كوكا     : لمًا ترجع قبيلتك روح جوا الغابة هتلاقي عشش مليانة خير من كل نوع لما تخلص تعال، (صرخة مدوية) يلاااا ابعتوا لي زعيمكم موكااا

ظلام

 

تابعوا المزيد

مسرحية قبائل كاكاهونا - الروائي حسن خلف حسين

**********************

جدير بالذكر، أن مسرحية قبائل كاكاهونا صدرت مع مطلع العام الجاري 2022، وهي استكمال لمسيرة إبداعية تضمنت العديد من الأعمال المميزة للمبدع البورسعيدي حسن خلف حسين.

وتنفرد منصة بلاحدود بنشر النص الكامل لمسرحية قبائل كاكاهونا في حلقات مسلسلة.

يذكر، أن المبدع حسن خلف قد أهدى النسخة المطبوعة من مسرحية قبائل كاكاهونا، إلى روح صديقه الغالي الأستاذ محمد بندق، ووهي صادرة عن دار الوهيبي للنشر والتوزيع، ومن المقرر أن يتم تحويلها لعمل مسرحي في القريب.

 

اظهر المزيد

خاص - بلاحدود

منصة ثقافية إعلامية خدمية تهدف إلى إثراء المحتوى العربي على الانترنت، وذلك وفق ميثاق الشرف الصحفي والإعلامي، وما نشأنا عليه من أخلاقيات وقيم وما حثتنا عليه الديانات السماوية المختلفة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى