سيارات ومحركات

«مرسيدس» تخترع سيارة خارقة أسرع من الطائرة المروحية وتعمل بالكهرباء

طرحت شركة «مرسيدس» الألمانية المتخصصة في صناعة السيارات مركبة فريدة من نوعها، وهي عبارة عن سيارة كهربائية بالغة الفخامة وتتمتع بمواصفات عالية جداً ويتوقع أن تدخل فيها بمنافسة ساخنة مع شركة «تيسلا» التي تتصدر حالياً سوق السيارات الكهربائية في العالم.

ويمكن لسيارة المرسيدس الجديدة أن تتفوق في سرعتها على سرعة الطائرة المروحية (الهليوكبتر) إلا أنها لا تُصدر أي ازعاج أو اهتزاز ويتمتع ركابها بالهدوء التام بفضل المحرك الكهربائي العملاق الموجود داخلها والذي يتمتع بالهدوء والنظافة والأمان والاستقرار.

والمركبة الجديدة التي كشفت عنها شركة «مرسيدس» لأول مرة وعرضتها على شواطئ كاليفورنيا أطلقت عليها اسم (Vision Mercedes-Maybach 6 Cabriolet) تعمل بالطاقة الكهربائية ولديها قدرة عالية على التسارع حيث تتفوق على أغلب السيارات الرياضية من حيث السرعة والتسارع التدريجي.

ووصفت الشركة سيارتها الجديدة أنها «جذابة وحساسة وذات تصميم عاطفي مع حلول تقنية مبتكرة تشكل في نهاية المطاف تعريفاً لترف ورفاهية المستقبل».

وتحتوي السيارة على معدات استثنائية للرحلات والاستجمام على الشواطئ، وتتضمن صندوقا أمامياً يحتوي على مظلة تحمي من الشمس وأدوات لتناول الطعام بما فيها الأطباق والسكاكين وأدوات المطبخ الأساسية، كما توجد في داخلها مائدة يمكن أن توضع أيضاً خلال الرحلات والتنقلات على الأرض لتناول طعام الغداء أو العشاء عليها.

وهي من تصميم الخبير العالمي غوردون ويجنر الذي ظهر إلى جانبها في أول ظهور لها في معرض متخصص أقيم في ولاية كاليفورنيا الأمريكية قبل أيام.

ويبلغ طول المركبة 5.7 متر، أما عرضها فيبلغ 2.1 متر، وهو ما يعني أن مالك هذه السيارة قد يعاني من أجل العثور على موقف متناسب معها، ومن المفترض أن يتوافر لدى مالكها مرآب خاص بها على اعتبار أن حجمها أكبر من السيارات التقليدية الصغيرة التي يمكن إيقافها في الشارع أو في المواقف العادية.

أسرع من الطائرة

ورغم الحجم الكبير للسيارة إلا أنها لا تتسع سوى لشخصين فقط، حيث توفر لهما فخامة ليس لها نظير وراحة عالية، والجلوس فيها يصبح أشبه بالجلوس في الطائرة الخاصة ذات الرفاهية العالية.

ويمكن لسيارة المرسيدس الجديدة أن تصل سرعتها إلى 62 ميلا (100 كلم/ الساعة) خلال أربع ثواني فقط، أي أن لديها قدرة عالية جداً على التسارع في وقت قصير جداً، أما سرعتها القصوى فتصل الى 310 أميال في الساعة، أي أنها تصل الى سرعة 500 كلم في الساعة كحد أقصى، وهي سرعة تتفوق على الطائرة المروحية، ويمكنها أن تحلق في السماء لو كانت مجهزة لذلك.

وتستطيع السير بهذه السرعة الخارقة بفضل المحرك الكهربائي الذي يقوم بتشغيلها والذي يُنتج طاقة تصل إلى 740 حصاناً، أي أنه محرك عملاق مقارنة بحجم السيارة ووزنها.

انتشار السيارات الكهربائية

وأصبحت السيارات الكهربائية تستحوذ على اهتمام متزايد من قبل صانعي السيارات في العالم، حيث باتت الشركات تتسابق على إنتاج أحدث الصيحات في هذا المجال، مع تزايد القناعة السائدة في العالم بأن المستقبل هو لهذا النوع.

وأعلنت بريطانيا مؤخراً أنه اعتباراً من العام 2040 سوف يصبح من المحظور على أي سيارة تعمل بالوقود التقليدي السير في شوارع البلاد، ما يعني أن كل المركبات ستصبح عاملة بالكهرباء أو الطاقة النظيفة خلال السنوات العشرين المقبلة على أبعد تقدير.

وفي العام 2010 بدأت ألمانيا تجهيز برنامج لاختبار السيارات الكهربائية، حيث قامت عدة مصالح حكومية وبعض الشركات الكبيرة باستيراد سيارات من هذا النوع، لكن العديد من المشكلات ما زالت تواجه هذا الطراز من السيارات ومنها مشكلة تأمين المستخدم للسيارة من الجهد الكهربي العالي اللازم لتسييرها، حيث تحتاح إلى جهد كهربائي يبلغ نحو 650 فولطا، كذلك لا بد من اختبار البطارية الثقيلة التي تبلع نحو 120 كيلوغراما للسيارة الصغيرة في حالة حوادث الاصطدام وان لا تكون سببا لاشتعال السيارة.

كما تمثل البطاريات مشكلة حقيقية في السيارات الكهربائية، حيث تحتاج إلى بطاريات ثقيلة ومرتفعة الثمن، إذ تحتاج إلى قدرة نحو ستة آلاف من نوع بطارية ليثيوم أيون التي تستخدم في الهاتف المحمول.

وتحاول مصانع إنتاج السيارات ابتكار بطاريات جديدة للسيارات يكون ثمنها وحدها أقل من 20 ألف دولار، لكن العمل يسير بنشاط في عدد كبير من مصانع السيارات المرموقة وبتشجيع ودعم مالي من الحكومات في العالم لتطوير البطاريات التي تعمل على أساس بطارية الليثيوم (Li-Tec) ومن تلك البطاريات ما نجح خلال الاختبار في إعادة شحنها 3000 دورة، أي أن البطارية صالحة للعمل -من حيث المبدأ – لمسافة كلية مقدارها 300 ألف كيلومتر.

شوارع ذكية

في هذه الأثناء، فان ما يؤكد أن المستقبل هو للسيارات الكهربائية دون غيرها، هو أن أحدث صيحات التكنولوجيا تكشف أن السيارات الكهربائية في المستقبل لن تحتاج لإعادة الشحن أصلاً لأن الشوارع الذكية ستقوم بإعادة شحنها تلقائياً.

وابتكرت الشركة المصنعة لرقاقات الهواتف الذكية (كوالكوم) شارعا يشحن السيارات الكهربائية عند مرورها فوقه حتى عند سيرها بسرعات عالية، لتكون هذه الإشارة الأولى من نوعها التي تكشف عن تحول ربما في الشوارع مستقبلاً وليس فقط في السيارات.

ومن شأن هذا النوع من الطرق السريعة والذكية أن يُحدث ثورة في سوق السيارات الكهربائية التي تشهد العديد من عقبات شحن البطاريات في الوقت الحالي.

وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية إنه تم إجراء أول عرض مباشر لطريق الشحن اللاسلكي الذي يمتد على مسافة 100 متر قبل أيام في فرنسا، ويعمل عبر ربط عدد من منصات الشحن اللاسلكية «هالو كوالكوم» المصممة لشحن السيارة الكهربائية عند توقفها.

واقترح الخبراء في الشركة فكرة إدراج هذه المنصات فعليا في أجزاء من الطريق، عند إشارات المرور، وفي سيارات الأجرة لتطبيق عملية الشحن عند التوقف.

وأظهر العرض الأخير أن هذه التكنولوجيا قابلة للتكيف والتعديل، وتم تشغيل سيارتين من طراز رينو، على امتداد الطريق السريع، لإظهار فعالية شحن البطاريات أثناء الحركة.

وبالفعل، تم إرسال 20 كيلو واط من الطاقة إلى كل سيارة، خلال العرض التجريبي، وهو تقريبا ما توفره معظم نقاط شحن السيارات الكهربائية العامة المنتشرة في بريطانيا.

ويمكن لهذه التكنولوجيا حل مشكلة نفاد شحن بطاريات السيارات الكهربائية على الطرق السريعة، مع الحد بشكل كبير من أوقات سفر سائقي السيارات الكهربائية، بحثا عن نقاط الشحن.

وذكرت الشركة الأمريكية (كوالكوم) التي تصنع أيضاً رقائق هواتف أندرويد وآبل أن الأمطار الغزيرة لا تؤثر على عملية الشحن اللاسلكي، حيث قامت بتطوير التكنولوجيا الحديثة بالشراكة مع مؤسسة الأبحاث الفرنسية (فيدكوم) كجزء من مشروع أوروبي بقيمة 9 ملايين يورو.

خلال 10 سنوات فقط

وكانت جريدة «اندبندنت» البريطانية نشرت تقريراً نقلت فيه عن عدد من الخبراء في مجال السيارات توقعاتهم أن تهيمن السيارات الكهربائية على العالم خلال السنوات العشر المقبلة فقط، وأن تبدأ السيارات العاملة بالوقود التقليدي في الاختفاء من الشوارع.

وقال الخبراء إن السيارات الكهربائية ذاتية القيادة ستنتشر بشكل أكبر للحماية من التلوث إذ سيتزايد الاعتماد عليها في الأماكن العامة في العديد من دول العالم بحلول عام 2030.

وقال الخبير في مجال السيارات سيمون تريكر إن السلطات البلدية في اسكتلندا تفكر في تغيير شكل الشوارع خلال العقود المقبلة، فالسيارات ذاتية القيادة لن تحتاج أماكن للوقوف في المدينة، أو مواقف للاصطفاف بها، إذ سيتم استخدامها لتوصيل الركاب من وإلى أماكنهم والعودة إلى مكان بعيد عن المدينة.

يشار إلى أنه منذ ارتفاع أسعار النفط أصبح الوقود وكيفية التقليل من استهلاكه واحداً من أبرز مجالات التنافس بين منتجي السيارات، كما أن ارتفاع مستويات التلوث أيضاً تسبب بقلق لدى منتجي السيارات دفعهم إلى البحث عن طرق لاستخدام الوقود النظيف، وجاء هذا في الوقت الذي تمكنت فيه شركات سيارات كبرى من إنتاج مركبات هجينة تستهلك كميات أقل من الوقـود، إضــافة إلى أن المركبات التي تعمل بالطـــاقة الكــهــربائية بشكل كامل بدأت في الظهور والانتشار هي الأخرى منذ سنوات.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى