بحيرة ضحلة فى كندا قد تكشف كيف بدأت الحياة على الأرض
اكتشف العلماء بحيرة يمكن أن تكون مناسبة لمعرفة كيف بدأت الحياة على الأرض البدائية، حيث توصل فريق من العلماء من جامعة واشنطن إلى هذا الاكتشاف عندما عثروا على بحيرة ضحلة في غرب كندا، يبدو أنها تتمتع بالكيمياء والظروف التي قد يحتاجها جسم صغير من الماء لتسهيل التوليف التلقائي للجزيئات المعقدة التي أدى إلى ظهور الحياة على الأرض منذ حوالي 4 مليارات سنة.
ووفقا لما ذكره موقع “space” فإن بحيرات الصودا، مثل تلك التي يركز عليها هذا البحث، عبارة عن مسطحات مائية صغيرة تحتوى على مستويات عالية من الكربونات الذائبة والصوديوم، تشبه وجود كمية كبيرة من صودا الخبز الملقاة فيها، ومع ذلك، في هذه الحالة، فإن المستويات العالية من الصوديوم والكربونات الذائبة تنتج عن التفاعلات بين الماء والصخور البركانية.
ويمكن أن تساعد النتائج في حل مشكلة طويلة الأمد في تفسير كيفية ظهور الحياة على الأرض ويمكن تطبيقها أيضًا على كواكب أخرى في النظام الشمسي، مثل المريخ والزهرة.
وتمكن الباحثون من استخلاص جزيئات بيولوجية مثل الأحماض الأمينية والوحدات البنائية للحمض النووي الريبوزي (RNA) من جزيئات غير عضوية، منذ خمسينيات القرن العشرين، ولكن هناك مشكلة طويلة الأمد تتعلق بالخطوة التالية من هذه العملية.
ويحتاج الحمض النووي الريبي (RNA) والحمض النووي (DNA)، وهما الجزيئات الأساسية للحياة، وكذلك أغشية الخلايا الحية، إلى عمود فقري من الجزيئات الموجودة بشكل طبيعي في عنصر الفوسفور، المعروف باسم الفوسفات.
كما أن تركيزات الفوسفات اللازمة لتكوين الجزيئات الحيوية في المختبر أعلى بما يصل إلى مليون مرة من المستويات الموجودة عادة في الأنهار أو البحيرات أو المحيطات.
وأصبح هذا يعرف باسم “مشكلة الفوسفات” في نظريات نشوء الحياة على الأرض، ويشير هذا البحث الجديد إلى أن بحيرات الصودا يمكن أن تكون الحل.
وقال ديفيد كاتلينج، كبير الباحثين وأستاذ علوم الأرض والفضاء بجامعة واشنطن، في بيان: “أعتقد أن بحيرات الصودا هذه توفر حلاً لمشكلة الفوسفات”، مضيفا “إجابتنا تبعث على الأمل: هذه البيئة يجب أن تحدث في بداية الأرض، وربما على كواكب أخرى، لأنها مجرد نتيجة طبيعية للطريقة التي تتكون بها أسطح الكواكب وكيفية عمل كيمياء المياه.”
بالإضافة إلى المستويات العالية من الكربونات الذائبة والصوديوم، تحتوي بحيرات الصودا أيضًا على كميات كبيرة من الفوسفات، حيث كشفت دراسة أجريت عام 2019 أن تركيزات هذه الجزيئات في هذه المسطحات المائية الصغيرة يمكن أن تكون أكبر بما يصل إلى مليون مرة من تلك الموجودة في المسطحات النموذجية من ماء.