صبرى فواز: «العلمين» تحولت من وادى الموت إلى واحة جمال وفن ونشاط ومحبة
صبري فواز: التعامل مع الفن على أنه مهنة سهلة أكثر ما يستفزني
صبرى فواز لـ”60 دقيقة”: أحلم بتأسيس أكاديمية لتعليم التمثيل والغناء
صبري فواز: أخطائى منى وتشبهني وأنا سعيد بها.. وهذه نصيحة لطفى لبيب لى
تحدث الفنان صبري فواز، عن ذكرياته مع محافظة الإسكندرية، قائلا:”جواب التنسيق الخاص بي جاء فيه سألتحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، والتحقت بقسم المسرح ووقعت في غرام الإسكندرية”.
وأضاف فواز خلال حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، مقدم برنامج “60 دقيقة”، المذاع على قناة “اكسترا نيوز”: “إسكندرية أحن بلد على اللي مش منها، كنت شابا في الجامعة ولم يكن معي شيء، لكنني استطعت أن أعيش وأتعلم وكانت الحياة لطيفة جدا”.
وتابع الفنان، “البحر منحني البراح، أنا فلاح وبالتالي كانت أمامي الأراضي الزراعية واسعة، ولم يكن في إمكاني أن أعيش في مكان ليس به براح، وبالتالي أستطيع القول إن الإسكندرية طبطبت عليّ”.
وحول تكريمه في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، قال: “أكثر ما عبّر عني وأنا أستحضر ذكرياتي مع الكلية في أثناء ذهابي إلى حفل التكريم هو كلام الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم الذي قال فيه يا موج بحر الليالي عديتك وأنت عالي ودفعت المهر غالي من الأيام والسنين”.
إلى ذلك، تحدث الفنان صبري فواز الثمن الذي دفعه الفنان صبري فواز طيلة السنوات الماضية حتى يصبح فنانا نجاحا، قال: “المهر هو عمر كامل شقيت وتعلمت فيه وحضرت ورش وندوات ومعارض فن تشكيلي واشتركت في ورش مسرحية وسافرت وقرأت كثيرا، عانيت من إحباطات كثيرة وتجدد الأمل حتى أصبحت ما أنا عليه الآن”.
و قال الفنان صبري فواز، إنّ أكثر شخصية يتأثر بوجهة نظرها هو الشاعر فؤاد حداد، موضحًا: “أنا من مريديه، فقد قال على نفسه مليون سنة ويفضل كلامي جميل”.
وتحدث “فواز”، عن محافظة الإسكندرية ومدينة العلمين الجديدة، قائلا: “هتفضل طول عمرها الحتة الجوانية زي ما بنقول عليها، والنور اللي حصل في العلمين شيء في منتهى الجمال”.
وتابع الفنان، أن الدولة المصرية انتصرت للحياة على حساب الموت عندما عمرت مدينة العلمين، فقد كانت عبارة عن مزرعة موت ومكانا ضخما به 21 مليون لغم، وكان ذلك بسبب القوى العالمية، لكن تحول وادي الموت إلى واحة جمال وفن ونشاط ومحبة وبحر وانطلاق، فإن هذا الأمر يعبر عن انتصار الحياة.
وواصل: “أحب الحياة، جئنا إلى الحياة كي نعيشها كاملة بكل ما فيها، فرح وحزن، كل ظرف نمر به يجب أن نعيشه بالشكل الأمثل، لأننا إذا عشنا الأحداث السعيدة فقط، فإن نصف الحياة تكون فاتتنا، وبالتالي كل ظرف نمر به يجب أن نعيشه، الحياة جمالها يكمن في أن نعيش كل لحظاتها حتى المؤلمة منها”.
وقال الفنان صبري فواز، إنّ أهم درس تعلمه في الحياة هو أن رزق البشر في يد الله فقط، موضحًا: “كلنا على باب الكريم وكلنا عشمانين في محبة ربنا فقط، وكلنا هنقف في الآخر على باب الكريم نتمنى الرضا”.
وتحدث “فواز” عن علاقته بالناس، قائلا: “أحرص على الاختلاط بالناس لأنهم أهلي وناسي، أنا حريص على إرضائهم طوال الوقت وألا أخدعهم بأعمال سيئة”.
وتابع الفنان، أنه يحترم رغبات وروح الناس ويسعى إلى تقديم ما يستحقونه من أعمال فنية مميزة، مشددًا على أن المصريين يمكنهم الانتصار للحياة طول الوقت: “رصيدنا كله عبارة عن فكرة الحياة، مقاومة الفناء والدخول للحياة، ولدينا إيمان بأن الحياة لا تنتهي مهما كانت الكوارث والمشكلات، حتى لو واجهنا فيضان”.
وواصل، أن المصريين مروا بظروف لو حدثت لأي شعب لانتهى، موضحًا: “الحمد لله عايشين حتى لو ظرفنا مكنش حلو في بعض الأوقات، عندنا قدرة طول الوقت على الحياة والحب والانطلاق، في أي شاطئ تجد أن كل الناس سعيدة ومبتهجة.. المصريون عشاق حياة”.
وقال الفنان صبري فواز، إنّ أكثر ما يستفزه هو التعامل مع الفن على أنه مهنة سهلة، مشددًا على أن التمثيل مهنة ليست سهلة على الإطلاق.
وأضاف “فواز”: “أي حد يشوف الفن أو التمثيل شغلانة سهلة يتفضل يحضر يوم تصوير ويعرف الدنيا ماشية ازاي، الانضباط، وهذه المهنة ليس سهلة أبدا”.
وتابع الفنان، أنه على المستوى الإنساني، فمن حق أي شخص أن يقول رأيه كما يريد لأننا مختلفون عن بعض دائما، لكن يجب ألا نحكم دون أن يكون لدينا معلومة حقيقية ومعرفة بالأمور حتى نحكم على العمل.
وأكد، أن من حق كل إنسان أن يقول رأيه في العمل الفني، ولكن في إطار “أحب ولا أحب”، ولكن، الانتقال إلى إطار “جيد وغير جيد”، فإن الشخص الذي يصدر أحد هذين الحكمين سيكون ملزما بإبداء السبب، وهذه وظيفة النقاد.
وواصل: “النقد الفني غاب كثيرا، لدينا نقاد فنيون عظماء جدا، لكن صوت الجهل أصبح أعلى من صوت النقد، وأنا كفنان أتمنى طول الوقت أن يعلو صوت النقد، لأنه الذي يدلني”.
وقال الفنان صبري فواز، إنّه في عام 2011 توقف تصوير الكثير من الأعمال الفنية، لكن التلفزيون قرر الاستمرار في التصوير، فما كان منه إلا أن شارك في عمل بسدس أجره، دون أي غضاضة، مستطردًا: “كانت لحظة وعدت والدنيا شبرقت معانا بعدها ورجعت ضيقت تاني، لكن هترجع زي الأول لأنها مش بتفضل على حال واحد”.
وأضاف “فواز”، خلال حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، مقدم برنامج “60 دقيقة”، المذاع على قناة “اكسترا نيوز”: “الدنيا إن استمرت على حال واحد لانتهت من زمان، لكن في اللحظة الطيبة يجب أن نتعاون مع بعض، وفي اللحظات الصعبة يجب أن نراعي من حولنا وأن نراعي الظروف مثل أي ظرف آخر”.
وأوضح الفنان: “هذا يحدث في أي مكان.. على مستوى الأسرة، إن لم تكن الظروف جيدة فإن الجميع يجب أن يتحملوا، الزوج والزوجة والأبناء”.
وأكد صبري فواز، أنّ له نصيب كبير من الصبر، لكنه أصبح له نصيب كبير من الفوز أيضا مؤخرا، مشيرًا إلى أنه يحمد الله على السراء والضراء دوما.
وقال الفنان صبري فواز، إنّه في فترة الدراسة كان يسكن في منطقة سبورتنج بالإسكندرية، وكان يركب الترام وينزل يتناول القهوة في بن البرازيلي، ويرجع مشيا تحت الأمطار، ويدخل من باب تجارة، وكان يفعل ذلك يوميا.
وأردف: “الحب الأول كان في الثانوية العامة، أما الإسكندرية فلم أعش قصة حب فيها، لأنني كنت مشغولا بتأسيس نفسي كفنان”.
وتابع الفنان: “في هذه الفترة كانت الحركة الفنية عظيمة، الإسكندرية كان بها فرق مسرح في الأنفوشي وقصر الحرية وقصر الإبداع والمركز الفرنسي في شارع النبي دانيال والأتيليه، وكان شارع النبي دانيال منارة في حد ذاته، وكانت الإسكندرية بها أكثر من 12 باند غربياً للمزيكا بالإضافة إلى البند الشرقي”.
وأوضح، أن لديه أحلاما مؤجلة مثل تأسيس مدرسة أو أكاديمية أو معهد خاص لتعليم فنون التمثيل والغناء والرقص والكتابة والأبحاث، لكن التوقيت هو من يعطله عن تحقيق الحلم، كما أنه يبحث عن مكان حتى يكون ملكه.
وقال الفنان صبري فواز، إنّ الفنان يجب أن يكون مبادرا وإلا فإنه لن يكون فناناً، متابعًا: “لم يحدث أن ندمت على شيء، حتى أخطائي تعجبني وأنا سعيد بها، فهي مني وتشبهني وهي جزء من تركيبتي وأوافق عليها وأحبها وتعلمت منها”.
واستطرد، أن كل النصائح التي حصل عليها كانت مخلصة ومجدية وغيرت حياته للأفضل، فقد كان لنبيل الألفي فضل كبير في تكوينه كممثل، كما كان للدكتور لطفي عبدالوهاب يحيي مؤسس قسم مسرح بالإسكندرية فضل كبير عليه أيضا.
ووجه صبري فواز، الشكر والتقدير للدكتور نبيل منيب في معهد الفنون المسرحية والدكتور صلاح الراوي أستاذ الفنون الشعبية والأدب الشعبية وصفوت كمال أستاذ الأدب الشعبي، مشددًا على أن الفنان الكبير لطفي لبيب كان له فضل كبير عليه.
وتابع، أن الفنان لطفي لبيب نصحه وكان له فضل عليه، إذ نصحه بألا يجعل الفنانين أمامه يخافون منه: “قال لي لا تتمادى حتى لا تخوف من يقف أمامك في المشهد، وهو ما غيّر حياتي إلى الأفضل سواء في التمثيل أو خارج التمثيل، وأنا أشكره على هذه النصيحة الغالية”.
المصدر : اليوم السابع