الأكاديميةعرب وعالم

الحرب الروسية الأوكرانية .. محطات 10 شهور في أشرس معركة في 2022

قتال لا ينقطع، وأزمة عالمية طالت تبعاتها اقتصاديات الكبار وأحالت مؤشرات التضخم بالدول النامية إلى أعتاب الخطر على مدار 10 أشهر مرشحة للزيادة، إنها الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في 24 نوفمبر 2022، حينما أقدمت موسكو على اجتياح الشرق الأوكراني لوأد ما اعتبره الكرملين تهديداً للأمن القومي الروسي بسبب مساعي كييف الالتحاق بعضوية الاتحاد الأوروبى، ومن ثم الانضمام إلى حلف الناتو.

وعلي مدار ما يزيد علي العشرة أشهر ، تفاوتت حدة القتال حيناً ، وتصاعدت حدة العقوبات المتبادلة ما بين روسيا من جهة ، وأوكرانيا المدعومة بالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي من جهة آخري ، ما كان له أثراً بالغا علي امدادات النفط والغاز من روسيا إلى مختلف دول العالم ، وكذا شحنات القمح والحبوب من طرفي النزاع إلى سائر دول العالم ، وهو ما أرهق الاقتصاد العالمي ، وفتح الباب واسعاً أمام أزمتي طاقة وغذاء  مرشحتان للتفاقم، وظهرتا بشكل واضح في عواصم أوروبية انطفأ نورها قسراً ، وسكن غبار الركود أسواقها كرها، وسط غياب شبه كامل للحلول في المستقبل القريب.

 

الحرب الروسية الأوكرانية

في السطور التالية ، يستعرض “اليوم السابع” محطات الدم والنار في معركة الأشهر العشر.. وكيف تحول النزاع الروسي ـ الأوكراني إلى معارك عسكرية مكتملة الأركان، وكيف باتت المعركة نواة حرب عالمية ثالثة، تهدد بما هو أكثر من التضخم، وتشي بما يفوق أزمة غذاء تحاصر دول العالم الثالث والنامية.

21 فبراير2022

حشد عسكري روسى واسع في شمال وشرق وجنوب أوكرانيا في ، تبعه دخول القوات الروسية إقليم دونباس من الشرق.

24 فبراير2022

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن إجراء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، وقال إنه يستهدف “نزع السلاح من أوكرانيا واجتثاث النازية منها، وتمكنت القوات الروسية فى بداية الاجتياح من السيطرة على نطاقات واسعة من مقاطعة خيرسون الاستراتيجية الواقعة جنوبي أوكرانيا.

26 فبراير2022

بدأ الجيش الروسى توسيع نطاقات هجماته في أوكرانيا “على الاتجاهات كافة”.

في اليوم نفسه أعلن الاتحاد الأوروبى – فى خطوة غير مسبوقة آنذاك- عن الشروع في شراء أسلحة لتسليمها لأوكرانيا.

28 فبراير2022

دخلت روسيا وأوكرانيا في مفاوضات، وضع كل من الطرفين خلالها اشتراطاته، وحددا سلسلة الأولويات، لكنها تعثرت فيها بعد ولم تصل حد التهدئة أو تجميد الصراع.

مارس.. القوات الروسية تواصل التقدم شرقا

مع مطلع شهر مارس، واصلت القوات الروسية التقدم، واقتربت من السيطرة على أول مدينة أوكرانية كبيرة، وهي خاركيف (شمال شرقي البلاد).

8 مارس 2022

أعلنت الولايات المتحدة عن فرض حظر على الغاز والنفط الروسيين في إطار سلسلة تتابع حلقاتها لاحقاً على مدار العام من العقوبات الغربية والأمريكية.

كانت أوكرانيا تسعى إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي بشكل سريع بعد بدء العملية العسكرية، لكنّ فى 10 مارس تبددت أحلام كييف في الانضمام، بعد رفض الدول الأعضاء طلب الرئيس الأوكراني بانضمام سريع لبلاده رداً على العملية العسكرية في روسيا، فيما أقر الاتحاد مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا.

24 مارس 2022

أقر حلف الناتو تسليح أوكرانيا للتصدى لتهديدات بهجمات كيميائية أو نووية.

شهر أبريل واستعادة السيطرة على منطقة كييف

 أعلنت السلطات الأوكرانية استعادة السيطرة على منطقة كييف، وذلك بعد انسحاب القوات الروسية (التي قامت بعملية إعادة تمركز باتجاهي الشرق والجنوب نهاية مارس).

8 ابريل 2022

أعلنت أوكرانيا عن توجيهها ضربة صاروخية على موسكفا (سفينة حربية روسية في البحر الأسود) أدت لغرقها.

21 أبريل 2022

أعلن فلاديمير بوتين السيطرة النسبية على المدينة، في وقت كان لا يزال ما يصل لألفي جندي أوكراني آنذاك يقامون من داخل مصنع آزوفستال للصلب.

في نفس الوقت صدرت تقارير غربية تزعم “استخدام موسكو أسلحة كيمياوية” في ماريوبول.

27 أبريل 2022

مع التطورات الميدانية المتسارعة، أقرت كييف بحقيقة تقدم القوات الروسية في الشرق وسيطرتها على مدن عديدة في إقليم الدونباس.

مايو.. انتصار استراتيجي روسى

تمكنت روسيا في شهر مايو من تحقيق “انتصار استراتيجي” بالسيطرة على ماريوبول لما تتمتع به المدينة من أهمية اقتصادية (لا سيما في صناعة التعدين) وعسكرية، وذلك بعد السيطرة على مصنع آزوفستال.

وبعد السيطرة على المدينة المطلة على بحر آزوف، بقيت على الجانب الآخر في الشرق مدينتا سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك كآخر جيب للقوات الأوكرانية في لوجانسك آنذاك.

19 مايو2022

وافق الكونجرس الأمريكى، على تقديم 40 مليار دولار دعماً لجهود الحرب في أوكرانيا.

28 مايو 2022

تمكنت القوات الموالية لروسيا من السيطرة على مدينة ليمان، التي تشكل مركزاً مهماً للسكك الحديدية في منطقة دونيتسك، وشهد الشهر نفسه تواصل حلقات الدعم الغربي لأوكرانيا، عندما تعهدت مجموعة السبع بتقديم 19.8 مليار دولار، كما

30 مايو 2022

أقر الاتحاد الأوروبي اتفاقاً للسماح بخفض وارداته من النفط الروسي بنسبة 90 بالمئة بحلول نهاية العام.

يونيو.. 200 قتيل أوكراني يومياً

تعهدت الولايات المتحدة، مطلع شهر يونيو، بإرسال أنظمة صاروخية إلى أوكرانيا، بينما هدد الرئيس الروسي على أثر ذلك بضرب أهداف جديدة إذا أمدت أميركا كييف بصواريخ بعيدة المدى.

وقدّر الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكي، حينها نسبة سيطرة الروس بالأراضي الأوكرانية بنحو 20 % في الوقت الذي نقلت فيه تقارير عن مسؤول روسي قوله إن ما بين 100 إلى 200 جندى أوكراني يقتلون يومياً في المعارك.

21 يونيو 2022

أعلن حاكم لوجانسك عن أن القوات الروسية سيطرت على مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية.

انتهى شهر يونيو بتطور دراماتيكي بانسحاب القوات الروسية من “جزيرة الثعبان”، بعد أن بررت موقفها آنذاك بكونه “بادرة حسن نية”.

شهر يوليو وإحكام السيطرة على لوجانسك

3 يوليو 2022

أعلنت القوات الروسية السيطرة على منطقة لوجانسك، فيما تتبقى أمامها منطقة دونيتسك لإحكام قبضتها على إقليم دونباس بأكمله آنذاك.

11 يوليو 2022

أعلن وزير الدفاع الأوكراني عن مساعي بلاده لتشكيل جيش من مليون جندي بأسلحة مقدمة من الناتو؛ لاسترداد جنوب البلاد من القوات الروسية

24 يوليو2022

أعلن الرئيس الأوكراني لاحقاً اتجاه قوات بلاده نحو خيرسون الواقعة تحت سيطرة الروس،وعلى الجانب الآخر، شهد الشهر نفسه تطوراً مهماً في سياق معالجة تبعات الحرب على الأمن الغذائي حول العالم، وذلك بتوقيع اتفاق في إسطنبول للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

25 يوليو 2022

أعلنت غازبروم الروسية مزيداً من خفض إمدادات نورد ستريم 1 إلى الاتحاد الأوروبي.

شهر أغسطس.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة نووية

بداية شهر أغسطس، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، واحدا من أشهر تحذيراته خلال العام، عندما قال إن “العالم على بعد خطوة واحدة غير محسوبة من الإبادة النووية” مع احتدام المعارك في أوكرانيا.

جاء ذلك فى وقت تبادلت فيه روسيا وأوكرانيا الاتهامات بخصوص قصف استهدف محطة زابوريجيا النووية (جنوبي أوكرانيا)، وسط تحذيرات من “كارثة نووية محتملة”.

11 أغسطس 2022

هزت سلسلة من الانفجارات قاعدة ساكي الواقعة في غرب شبه جزيرة القرم.

20 أغسطس 2022

هجوم بطائرة مسيرة استهدف أسطول البحر الأسود الروسي في شبه الجزيرة.

استطاعت أوكرانيا خلال شهر أغسطس إحراز تقدم في بعض المناطق التي تسيطر عليها روسيا، في وقت أقرت فيه الولايات المتحدة حزمة مساعدات جديدة لكييف بقيمة 775 مليون دولار، كما تعهد الرئيس بايدن بمساعدات عسكرية لكييف بنحو 3 مليارات دولار.

عملت روسيا خلال شهر أغسطس على تقوية موقفها ميدانياً، وهو ما ظهر من خلال أوامر أصدرها الرئيس الروسي بزيادة أعداد القوات الروسية بنسبة 10 بالمئة، فضلاً عن الإعلان في نهاية أغسطس عن توقف إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب غازبروم1 قائلة إنه بحاجة إلى إصلاحات، ما أدى لتسجيل أسعار الغاز لاحقاً ارتفاعاً قياسياً في أوروبا.

شهر سبتمبر وتقدم القوات الأوكرانية

11 سبتمبر 2022

أعلنت كييف عن مكاسب عسكرية كبيرة بعد هجوم سريع على القوات الروسية شرقي البلاد، أدى لانسحاب روسي من بلدات رئيسية، كما أعلن الجيش الأوكراني عن أنه اكتشف “مئات الجثث في مقبرة جماعية” في مدينة إيزيوم التي سيطر عليها من القوات الروسية.

21 سبتمبر2022

ومع تلك التقدمات الأوكرانية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، التعبئة العسكرية الجزئية وسط استنكار غربي للقرار.

29 سبتمبر2022

نجحت روسيا عبر استفتاء شعبى فى ضم أربع مناطق أوكرانية إليها.

شهر أكتوبر وانسحاب محدود للروس

واصلت القوات الأوكرانية التقدم جنوباً في شهر أكتوبر، وهو الشهر الذي شهد انسحاب القوات الروسية من مدينة ليمان (التي سبق وسيطرت عليها في شهر مايو الماضي)، بينما كان استهدفت أكبر حملة قصف جوي روسي مدناً اوكرانية بعد تفجير جسر القرم.

13 أكتوبر2022

ومع تقدم القوات الأوكرانية، بدأت روسيا في إجلاء المدنيين من خيرسون، وهي العملية التي أتمتها موسكو في 28 أكتوبر استعداداً لمعركة خيرسون.

نوفمبر.. انسحاب روسي من خيرسون

5 نوفمبر2022

وضمن جهود التعبئة وزيادة القدرات العسكرية، أعلنت روسيا عن السماح باستدعاء جنود الاحتياط ليشمل المدانين بجرائم خطيرة الذين غادروا السجن مؤخراً.

9 نوفمبر2022

تلقى الجيش الروسي أوامر بالانسحاب من مدينة خيرسون، وهو ما اعتبره الرئيس الأوكراني “بداية النهاية للحرب”.

2  نوفمبر2022

الاستخبارات البريطانية تشير لمعلومات حول استخدام صواريخ كروز منزوعة الرؤوس النووية في أوكرانيا.

شهر ديسمبر وتفاؤل في صفوف الأوكرانيين

اتهم الجيش الأوكراني مطلع ديسمبر روسيا باستخدام صواريخ ذات قدرة نووية برؤوس حربية غير متفجرة، من أجل استنزاف قدرات الدفاعات الجوية الأوكرانية.

7 ديسمبر2022

قال بوتين إن خطر الحرب النووية يتصاعد، لكنه أشار إلى أن بلاده لن تكون البادئة في استخدام أسلحتها النووية.

16 ديسمبر2022

رغم التفاؤل الذي دب بصفوف القوات الأوكرانية، حذرت الحكومة في كييف ، من أن روسيا تخطط لهجوم بري واسع النطاق مطلع العام المقبل 2023، ليظل العالم يحبس أنفاسه انتظاراً لمآلات الحرب القائمة في شرق أوروبا، وذلك في ظل عدم وجود بوادر لإنهاء تلك الحرب أو الجلوس على طاولة المفاوضات لإيجاد حل سياسي سلمي يُنهي واحدة من أخطر الأزمات التي تعبر في مضمونها عن “سلسلة من الحروب في حرب واحدة” تقود إلى حرب عالمية ثالثة.

وبينما يدخل العالم العام 2023 فإن آمال التوصل لمقاربات سياسية -رغم تعقد الأزمة- لا تزال قائمة، لا سيما في ظل تبعاتها السلبية على مختلف الأطراف، بما في ذلك أوربا التي تبدو كمن أطلق النار على قدمه بالعقوبات المفروض على روسيا.. فهل يحمل العام الجديد بشائر نهاية الحرب؟ وما هو السيناريو الذي يُمكن من خلاله الوصول إلى هذه النتيجة؟

اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي على «اليوم السابع»

اظهر المزيد

زينب أحمد

مدير تحرير منصة بلاحدود .. صحفية وباحثة وكاتبة محتوى .. مصرية .. تولت المشاركة في إنشاء وإدارة العديد من المواقع الإلكترونية والصحف المصرية والعربية من بينها بلاحدود والضحى والمنصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى