ياسر حسني يكتب عن: الحرب «العائلية» الثالثة!
هذه هي معركتنا الحاسمة!!
إما نكسبها فنحرق دماءهم وندمرهم.. أو نخسرها ويضيع كل ما فعلناه هباء منثورًا!!
هكذا تدار العلاقة بين عائلات الأزواج في وقتنا الراهن!!
حرب تنتهي لتبدأ حرب جديدة!!
فالحرب الأولى بين أهل الشاب وأهل الفتاة تنطلق خلال فترة الخطوبة أو قبلها بقليل!!
ثم معركة أخرى أكثر شراسة بين أهل الزوج وأهل الزوجة منذ ليلة الدخلة وحتى لحظة الطلاق، مرورًا بأسماء الأبناء ومكان الولادة والسبوع، بل ونوعية المدارس والملابس والسندوتشات!!
ثم تشتعل الأحداث لتصل إلى ذروتها مع الحرب «العائلية» الثالثة، والتي تنطلق شرارتها الأولى، بعد الطلاق مباشرة، الذي يكون السبب الرئيسي فيه غالبًا هو تدخلات العائلتان بين الزوجين!!
فتجد من يقوم بشحن الزوجة السابقة (المطلقة) ضد زوجها و«لازم تشحططه» في المحاكم وتخرب بيته وتجعله «يشحت» من كثرة قضايا النفقة والمصروفات.
وهو يجب أن يفسد عليها حياتها و«يدوخها السبع دوخات» في سبيل النفقة والمؤخر، ويستبدل «عفش البيت» بآخر قديم لتخسر قيمته عندما تكسب قضية «القايمة».
معارك وألاعيب قانونية واتهامات أخلاقية متبادلة يمارسها الزوجين سابقًا (المطلقين حاليًا) بدعم لوجستي من العائلتين، ويتم خلال تلك الحرب «العائلية» التضحية بكل غال ونفيس، حتى سلامة وأمن وأمان الأبناء أنفسهم.. فالمهم.. الفوز في المعركة!!
فالغاية تبرر الوسيلة!!
هذا هو الوضع المأساوي الذي نعيشه حاليًا، بعد ان وصل معدل الطلاق في مصر لحالة كل دقيقتين ونصف (576 حالة يوميا).. تخيل!!
أكثر من 17 ألف أسرة تنهار كل شهر بعضها يتم هدمه لأسباب شديدة التفاهة، تضخمها التدخلات العائلية، وحالة الشحن الإعلامي تحت زعم حقوق المرأة وحقوق الرجل..
والضحية الوحيدة هم «أطفال الشقاق» الذين ازدادت أعدادهم بشراسة خلال السنوات الماضية، مما ينذر بظهور أجيال معقدة نفسيا وتشعر بالنقمة على هذا المجتمع، الذي لم يتدخل لحمايتهم من آباء وأمهات فقدوا بوصلة المنطق، بالإضافة إلى «ألغام تشريعية» تتضمنها التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية، خاصة فيما يتعلق بالرؤية والحضانة.. وهذا حديث لا يتسع له المقام حاليًا ولكن نتناوله في المقال القادم إن شاء الله.