شارع الثقافة

نجيب محفوظ والإخوان.. أديب نوبل وصف الجماعة بالانتهازية والفاشية

فى ذكرى رحيل أديب مصر الأهم نجيب محفوظ يبقى التساؤل عن علاقته بالإخوان حاضرا طول الوقت، لاسيما انه أبدى فى اكثر من مرة رأيه فى الجماعة، قديما حين قال إنه كرهها عندما نافست الوفد، وقبل وفاته حين نسبت إليه بعض المصادر أنه تنبأ بوصول الجماعة إلى الحكم بعد انتخابات مجلس الشعب 2005 وفوز الجماعة بنحو 88 مقعدا.

لقاء لم يتم مع حسن البنا

تشير مصادر عدة إلى أن نجيب محفوظ كان ينفر من الإخوان بشدة بسبب ارتباطه الشديد بحزب الوفد، لذا فإنه رفض لقاء حسن البنا رغم إلحاح ومحاولات ناشره آنذاك عبد الحميد جودة السحار، ولكن محفوظ رفض لأنه كان يرى انها جماعة انتهازية وفاشية، وأعلن فيما بعد كراهيته الشديدة للجماعة بسبب منافستها لحزب الوفد.

أكاذيب إخوانية

للمصادفة العجيبة تتزامن ذكرى اعدام سيد قطب المنظر الأهم لجماعة الاخوان،  وصاحب الكتابات التى شكلت الأساس الفكرى لغالبية جماعات العنف،  مع ذكرى وفاة الروائى المصرى الأهم منذ أن عرفت مصر فن الرواية الراحل نجيب محفوظ، والمتابع لسيرة سيد قطب يعرف انه كان ناقدا ادبيا فى سيرته الأولى قبل أن يتحول إلى صفوف الاخوان، وخلال هذه الفترة تعرض للكتابة عن نجيب محفوظ، لكن ماكينة الدعاية الاخوانية روجت خلال السنوات الأخيرة أن قطب كان اول من كتب عن نجيب محفوظ.

الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة الأسبق يرى أن كل الكتابات التى قالت إن سيد قطب كان أول من كتب عن نجيب محفوظ وتنبأ بحصوله على جائزة نوبل كاذبة وغير دقيقة بحسب تعبيره، ويضيف: “كل هذا الكلام لا أساس له من الصحة وتردد بعد حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل”.

وأضاف: “سيد قطب كتب عن نجيب محفوظ فى الفترة بين عامى 1947 و1948 بينما كان نجيب محفوظ فى هذه الفترة قاص وروائى معترف به وحاصل على جائزة مجمع اللغة العربية بعد منافسة مع أحد كبار كتاب مصر هو محمد سعيد العريان فكيف يكون سيد قطب هو أول من كتب عنه”.

ويشير النمنم إلى أن هناك رسالة دكتوراة فى كلية دار العلوم عن نقاد نجيب محفوظ أشارت إلى عدد كبير من النقاد الذين تناولوا كتاباته قبل سيد قطب، ويتابع :”نجيب محفوظ بدأ كتابة الروايات عام 1934 فكيف لم يكتب عنه أحد قبل سيد قطب فى عام 1947 ؟” مشيرا إلى أنه فى عام 1944 كان نجيب محفوظ طرفا فى معركة ضارية مع عباس العقاد وهو ما يثبت أنه كان معروفا للجميع قبل أن يكتب عنه سيد قطب”.

وأضاف: “اذن القول بأن سيد قطب هو أول من كتب عن نجيب محفوظ هو قول كاذب والقول بأنه تنبأ بحصوله على جائزة نوبل هو قول غير دقيق”.

كيف رأى نجيب محفوظ سيد قطب بعد آخر لقاء بينهما؟

فى كتابه المهم “أولاد حارتنا .. سيرة الرواية المحرمة ” يرصد الكاتب الصحفى محمد شعير العلاقة بين الروائى الكبير نجيب محفوظ، والكاتب الاخوانى سيد قطب، لكنه يتوقف أمام اخر لقاء حدث بينهم عقب خروج قطب من السجن وقبل عودته اليه مرة أخرى واعدامه فى قضية تنظيم 1965

ينقل شعير ما قاله نجيب محفوظ عن هذا اللقاء، حيث يشير إلى انه زاره فى منزله بحلوان بعد خروجه من السجن، لكنه لاحظ أن قطب فقد قدرته على الابتسام عندما مضى فى طريق اخر يكفر فيه المجتمع، يقول نجيب محفوظ :”فى تلك الزيارة تحدثنا فى الادب ومشاكله، ثم تطرق الحديث إلى الدين والمرأة والحياة، وكانت المرة الأولى التى المس فيها بعمق مدى التغير الكبير الذى طرأ على شخصية سيد قطب وأفكاره، لقد رأيت أمامى انسانا اخر ..حاد الفكر ..متطرف الرأى ..يرى ان المجتمع عاد إلى الجاهلية الأولى وانه مجتمع كافر لابد من تقويمه بتطبيق شرع الله، انطلاقا من فكرة الحاكمية لا حكم الا لله ..وسمعت منه اراءه دون الدخول معه فى جدل او نقاش ..فماذا يفيد الجدل مع رجل وصل إلى تلك المرحلة من الاعتقاد المتعصب؟”.

ويضيف محفوظ :”فى تلك الزيارة كان م قطب مجموعة من أصحاب الذقون، لم يكن قطب يشبه صديقى القديم الذى عرفته فيه، وأردت ان اكسر حدة الصمت الثقيل، فقلت دعابة عابرة، وافترضت أن اساريرهم ستنفرج وسيضحكون، ولكنهم نظروا إلى شذرا، ولم يضحك أحد حتى سيد نفسه وعندها غادرت البيت صامتا، وشعرت بمدى التحول الذى طرأ عليه”.

اظهر المزيد

زينب أحمد

مدير تحرير منصة بلاحدود .. صحفية وباحثة وكاتبة محتوى .. مصرية .. تولت المشاركة في إنشاء وإدارة العديد من المواقع الإلكترونية والصحف المصرية والعربية من بينها بلاحدود والضحى والمنصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى